آخر تحديث :الأحد-01 سبتمبر 2024-08:15ص


متى ستكون عدن في مدينة عدن

السبت - 24 سبتمبر 2016 - الساعة 05:37 م

هويد الكلدي
بقلم: هويد الكلدي
- ارشيف الكاتب


طفح السياسة الهارعة في غرصنة الأوطان على حساب المدن والمناطق التي لا حول لها ولا قوة إلا بلله ،

إنها مدينة "عدن" المدينة التي كاد تاريخها أن يتجلى له إنتكاسا وحسرة وأهآت ، 

مدينة خشاها التاريخ من أهزوجة الأمة ولكون الحياة إبتهاجا ورقص على رؤوس الثعابين.

إحتلال سبق الإحتلال وآخر ذاك إحتلال تجلى لإحتلال آخر ، فمتى (عدن) كانت عدن ، وأي تاريخ ذكر عدن دون أن يدخل فيه شريك صنيع بإحتلال عمق التاريخ وتعدد في سطور الصفحات التي سجلتها تلك أيادي تعمدت تلك وتآك .

 

عثمانيون تجلوا بصمة التاريخ ورسخوا وجودهم في مكان لعل وجوده لا يمثل وجود مدينة إنما هو بصمة لقوم مكثوا فيها ، حصون ومعالم ما زالت حتى اليوم بصمة وتاريخ لعثمانيون عانقوا عدن ولم تعانقهم.

تارة سبقت وإحتلال قادم في ربوع المحمية وما جاورها ولربما كان "بريطاني" 

هندوس لم يحالفهم الحظ لكون السيطرة بريطانية في أرآضي "الهند" حتى هبت الرياح البحرية تجاه "جنوب الجزيرة العربية .

لربما البداية كانت "تجارية" حين تعرضت السفينة للغرق فكانت حجة للبريطانيون لدخولهم عدن ونقطة ضعف موجهة لسلاطين المنطقة ، حتى وصل التوقيع والأتفاقية لعدم وجود المال لدفع الجزية لتلك الشلة البريطانية ، فتحول المد والجزر إلى بسط بريا ،

"بريطانيون"حطوا رحالهم في "عدن" بعد تخطيط وتكتيك سياسي قبل السيطرة "العسكرية .

هنا لندن في مدينة "عدن" حكموا السيطرة حتى أصبحت عدن لندن وأصبح العدنيين بريطانيين.

بريطانيا رسمت صورتها في عدن ودونت تاريخ الإحتلالية في أرآضي عربية ، بريطانيا التي لم تغب عنها الشمس ، كذلك لم تغب عنها عدن ، 

عندما تزور عدن بأحيائها وأزقتها ومدنها ستجد البصمة البريطانية في مباني المدينة ،

حدآثة البناء وأصالة المعمار وطراز الهوية ، لم يكن "عربيا" بل ما زال "بريطانيا" رحل الإحتلال ولم يرحل "الفكر" فما زالت بريطانيا تعانق عدن وعدن في حلة بريطانية .

تسليم "البيرق المتداول" إلى أيادي الروس ،

روسيا والتواجد المفاجىء بعد رحيل بريطانيا من عدن، حلت روسيا إستثنائيا دون تدخل آخر بفترة لعلها قصيرة ومفيدة خدمت الهيكل العسكري ، 

ولعل الاتحاد" السوفيتي " كان خارطة لما حل وظل في سياسة "الإشتراكية" جنوب لم يكن سوى محطة دروب لما خططة له السياسات الغربية بين تقاسمات وتفاقمات حتى حطت رحالها في ربوع المدينة,

تلك وهي روسيا حين حلت وحطت رحالها في "عدن" ولربما أنجزت جزء لا يتجزاء من سياستها وتعددت الصفآت . 

لم يشكل نوع فرديا مفيد بل كانت هيمنة هشة حولت الصعيد السياسي إلى صعيد غير ملحوظ لسياسة البلد ولكنها بضاعة خارجية غربية مستوردة أنذآك، بفترة ليست بطويلة ولكنها بصمة ستكون في الزمن الممتد الطويل ، بقايا أثر في البنية التحتية وأكواخ عسكرية ومطارات عسكرية ومنازل خشبية لا زالت تراود المراحل لكون المنطقة حاضرة في أحتضان الإسم "حي الطيارين "الواقع في منطقة "صلاح الدين" أحد النماذج دون أن تتعدد الأخروآت ، ذكرى سوفيتي ومحل روسي في أرض عدن .

كل ما سبق من تعبير إذا صح وليس بعيدا من التصحيح ، لربما أقول أن تلك البلدان التي أحتضنتها عدن قد نسميها أو نوصفها "بالإستعمارات" إستعمار يتبع إستعمار،  ولكن لا نجد النقص من ذلك إنما كان المفيد المنجز في تلخيص إخراج مصطلح "إعمار" .

 

رحل الإستعمار البريطاني وظلت دولة الإستعمار باقية دون أن يتجلى ويرحل التاريخ حتى حل بديلا عنه إحتلال فكري بين موطن الأصل وإشتراكية السياسة الخارجية ، حول تاريخ "أحمر وأسود.

بعد ذلك حطت رحال الإحتلال المراود عن نفسه حتى حل في عدن بصوت المدفعية والكلاكنشوف والدبابة وغيرها من نوعية السلاح الذي بفضله أوصلهم إلى أرض عدن.

حل الإحتلال الشمالي الزيدي المتواجد في أرض سميت لهم شمال اليمن ، من أرض صنعاء أنطلق الإحتلال حتى وصل عدن فمكث هناك ثلاثة وعشرون عام ، كل عام له بصمته وتاريخه من الدماء والدمار والأسر والأعتقال في شعب وأرض عدن من قبل نظام والجحافل العسكرية الصنعانية ، ماذا عملوا لعدن خلال عقدين من الزمن،

بالطبع لقد دمروا البنيان التي عمرها السابقون ، نهبوا الثروات ، استرزقوا من خيراتها، جهلوا الشاب قتلوا الشباب سرحوا الموظفين من كل مؤسسات الدولة ، دمروا المصانع، سجنوا الأبطال ، بسطوا على الإرض ، خصخصوا كلما هو عام ، حولوا عدن من عاصمة ومدينة عالمية إلى منطقة نائية تفتقر لأمس الخدمات ، والكثير والكثير .

رحل الإحتلال وما زال يعمل جاهدا لتدمير عدن بعد أن قام بتدميرها مرارا وتكرارا ، 

قد تتسائلون ما هي بصمة الإحتلال الشمالي الزيدي في عدن ؟

بصمته تاريخ أسود مليىء بالدماء الجارية في كل شوارع الجنوب .

وطمس هوية عدن في حاولة تزويرها وتبديلها .

ولكن متى ستكون عدن في مدينة عدن ؟