آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-11:58ص

صالح يضحك (وجعا)..!!

الأحد - 07 يونيو 2015 - الساعة 04:08 م

ياسين الرضوان
بقلم: ياسين الرضوان
- ارشيف الكاتب


كان صالح في مقابلته الأخيرة يضحك بشدة، بالتأكيد من حقه أن يضحك بتلك الطريقة التي لا يفهم كنهها غيرالأقربين، لقد كان وجعه أليم للغاية، مسكين صالح الذي أنهى-بكل بساطة-تاريخ زعامته الذي ضل يلملمها من هنا وهناك، يريد أن يصبح عبدالناصر بأي طريقة حتى بطريقة القذافي، يريد أن يصبح "زعيما بالتجميع" كالآلآت المصنعة أدواتها في كل عواصم العالم، وكذلك أطلق لقب الزعامة على نفسه بعد أن استيأس من أن يناديه أحد..!

 

ظل صالح يتمترس طيلة فترة حكمه، وكانت كل اهتماماته تهرع صوب (الحصن والحصانة) ومشتقاتهما، لكن المملكة قررت أن تنسف كل شيء من الجذور، فهدمت تلك الحصون على رأسه وكشفت كل الأغطية عنه، فسبها وشتم أهلها بطريقة ميليشيوية لا تليق برئيس ولا زعيم، وتطعن به عدد أيام ال 33 عاما التي ضل يحكم بها اليمن، يسبها ويقدح فيها فهي التي طمست هوية الشعب اليمني، لكنه لم يجبنا عن وظيفته وعن مباركته وخيانته للأراضي المطموسة هويتها والتي تحدث عنها، كل تلك الأراضي اليمنية، بكل أسف كانت ممهورة بتوقيع (الزعيم التاجر) الذي باع الوطن وأبناءه فكان كالقطة التي تأكل أبناءها.

 

وفي مقابلته تلك لم يسلم نفسه من التناقض الذي لا يمكن أن يتخلى عنه في كل خطاباته ومقابلاته، لا يمكنه أن يترشح ولا أحد من أسرته؛ لكنه سيعيد شراء الأسلحة والطائرات..!

 

لقد كانت المقابلة كتمثيلية متكافئة معدة بروفاتها مسبقاً بين البين..، أقول لك كذلك وترد علي بهذه الطريقة، واستجابة لرغبة المستشارين لا تخرج عن الخط والتزم بالنقاط المحددة مسبقا، وإن ارتبكت فاجعل عينيك تلتفتان صوب الجهة اليسرى من الجدار.

 

لأول مرة يتقمص فيها صالح شخصية المواطن اليمني البسيط إلا من بعض الشطحات..، ظهر صالح في ذلك الدور ضاحكا غير مرتبك كما يبدو، إلا من ذلك الكأس الذي كان يصعد ويهبط بشكل دوري غير منتظم،  ودون أن يعرف ما فيه.

 

لكنما ليس طبيعيا في تلك المقابلة هي  (تلميحاته) بما بعد الاعتداء، وأثناء الاعتداء، وذلك عند تحدثه عما كان يقوله هادي ساخراً منه:"عمران خط أحمر، صنعاء..عدن، واليوم (الرياض خط أحمر)، ماذا يقصد بالرياض هنا؟!! إذا اعتبرنا ذلك كمؤشر سياسي بالذات، هل هو ذات المقصد الذي تتحدث عنه جماعة الحوثيين (الضربة القاضية)، التي يرددها قادة الجماعة دائماً على مسامعنا، ورددها (صالح الصماد) في بيان المجلس السياسي للحوثيين، لذلك نعتقد أن هنالك مفاجآت قادمة لميليشيات (صالح - الحوثي) وعلى المملكة أن تحرس مرماها جيداً، ولتتجهز للرد المناسب إذا طال أمد المعركة وهذه وجهة نظر ليس إلاّ، واحتماليتها في هذين القولين كبيرة (قول صالح وقول الصماد)..!

 

ورغم كل تلك التضييقات على صالح إلا أن لديه العديد من الأوراق للعبها، مستفيداً من استنبات أزمات ناشبة، شبيهة بأزمات بعض البلدان العربية، وما آلت إليه الأوضاع في نهاية المطاف..، لقد أصبح صالح يتحدث بطريقة الظواهري مؤخراً، متخليا عن مرونة الدور الدبلوماسي الذي لا يجب أن يتخلى عنه معظم السياسيين المحنكين.

 

 وبطريقة سياسية مباشرة صدق في إرساله انتحاريي حزبه ( البركاني، وبن دغر، والشائف) ليجمعوا لهم أموالاً حسب قوله؛ لكنه لم يقع في خطأ حين أرسلهم إلى هناك؛ لأنه قد (ضمنهم) قبل أن يذهبوا، وإلا لانتهى مستقبلهم السياسي..!

 

بالطبع صالح لن يسمح بتكرار خطأ "الأيادي الأمينة" في 2011 مع هؤلاء النفر..، ولقد قرر أن يخوض غمار التجربة ولو فعلها وحيداً، ويأتي ذهاب هذه المجموعة إلى الرياض لعمل خط سياسي آخر، إذا ما فشلت مغامرته، وإنقاذ حزبه الذي سيعود - مجدداً - للعب دور الرافعة وإنقاذه من ورطته تلك بشكل غير مباشر، بالإضافة إلى المكسب المادي الذي سيحصدونه جراء ذهابهم، أيضا ذهاب هذه المجموعة الانتحارية إلى الرياض إنما هو لغرض العمل الارتدادي لمصلحة صالح بأي طريقة كانت..

 

 وقد أبدى صالح في وقت سابق ترتيب أبجديات حزبه، ودون أن يكون هو موجودا فيه أو حتى أحد أقاربه، لكن من سيخلفه سيكون دون شك واقع تحت تأثيره الكامل، إنه الآن يمارس (التمويه السياسي) بأعلى مستوياته، والحرب اليوم أضحت حربا (وجودية) بالنسبة له، ولا ينقصه الذكاء أو الخبث السياسي هو ومستشاروه، ليتفلت من هذه الهجمة الشرسة التي ترمي إلى استئصاله، خاصة أن هنالك من بات يفعل الملفات المشبوهة لصالح كالقاعدة وأخواتها، وما إثبات تحالف الرجل مع الحوثيين إلا أكبر دليل على علاقته بما سواهما والإستفادة من كل ظاهرة لتجنيدها لصالحه. ً