آخر تحديث :الأحد-19 مايو 2024-06:44م

أخبار وتقارير


حكاية طفل يمني نازح محروم من العلاج

الجمعة - 09 يونيو 2023 - 04:58 م بتوقيت عدن

حكاية طفل يمني نازح محروم من العلاج

(عدن الغد ) الأناضول

أدت تداعيات الحرب المستمرة في اليمن ، لتصدره قائمة البلدان الأشد فقرًا و أقلها نموًا في منطقة الشرق الأوسط، وفقًا للتقرير البنك الدولي في 21 مارس 2023.

ونتيجة إلى ذلك، دخلت أسر يمنية عديدة مرحلة الفقر المدقع والجوع, علاوة على ذلك التخلي عن تأمين أبسط مقومات الرعاية الصحية والعلاج إجبارًا بعد اتساع فجوة النزوح المتكرر إلى أكثر من 4 ملايين نازح داخليًا فضلاً عن ارتفاع الأسعار بما في ذلك الغذاء والدواء.

وفي أحد أكواخ قرية الجعدة بمحافظة حجة شمال غربي اليمن، يتحدث محمد أحمد عاتي، وهو نازح مع أطفاله السبعة، وزوجته، عن مرارة فقدان أرضه ومصدر رزقه الوحيد، مما أدى إلى عدم قدرته على تأمين متطلبات الحياة اليومية لأسرته، ناهيك عن توفير نفقات العلاج لطفله إبراهيم.

ويقول عاتي (34 عامًا) للأناضول "على واقع أصوات الأسلحة الثقيلة والقريبة من قريتنا قبل نحو أربعة أعوام اضطررنا للخروج والنزوح مشيًا على أقدمنا" مؤكدًا على ترجله مع أطفاله حملاً طفله إبراهيم الذي لا يقوى على السير للأسباب صحية "لمسافة تصل إلى أكثر من10 كيلو مترات".

و أشار عاتي بينما طفله إبراهيم مستلقي على سرير تقليدي إلى "الديون التي أثقلت كاهله في رحلة علاج طفله ذو السبعة أعوام"، مضيفًا إلى أنه " أصبح عاجزًا ومقيدًا عن تأمين تكاليف العلاج والدواء لطفله للعام الثالث".

ويكابد إبراهيم محمد عاتي منذ طفولته بعد تفاقم حالته الصحية جراء عدم قدرة عائلته على تحمل تكاليف علاجه، مما أدى إلى انحناء و ورم في ظهره، إضافة إلى ورم أسفل الظهر نهيك عن التبول اللاإرادي .

وأوضح والد الطفل إبراهيم للأناضول قائلاً "في بداية رحلة العلاج، أخبرني الأطباء في أحد مستشفيات العاصمة صنعاء إلى ضرورة إجراء عمليتين جراحيتين لطفلي لكن بعد بلوغه عامه الرابع".

و أضاف عاتي "رجعت إلى قريتي لجمع المال من خلال بيع محصول البطيخ، إضافة إلى بيع جزء من ذهب زوجتي فضلاً عن الانتظار لمدة عام وفقًا لإرشادات الأطباء".

"كانت كارثة علينا، في تلك السنة تحولت منازلنا ومزارعنا إلى خط تماس ومواجهات بين أطراف النزع، علاوة على ذلك خرجت مع عائلتي خالي الوفاض بحثًا عن مأوى ومستقبل مجهول بفقدان الأمل لعلاج طفلي إبراهيم" أرداف عاتي.

وتقول أم إبراهيم، فوزيه أبكر للأناضول " غادرت الابتسامة منزلنا وقلبي يعتصر قهرًا على إبراهيم ونتشارك أوجاعه التي تتعاظم مع تقدمه في العمر".

 

و أكدت أبكر إلى أن " طفلها يتحرك بصعوبة ولا يستطع الوقوف لفترة زمنية إلا بمساعد أحد أفراد العائلة".

 

و أشارت إلى أن "إبراهيم يقضي معظم وقته مستلقي على جانبه الأيسر في غرفة معيشته (كوخ) بعيدًا عن اخواته وأطفال القرية وسط حالة من الصمت والعزلة".

ونوهت إلى أنها " تلجأ لحمل طفلها عند اشتداد ألمه مشيًا على الاقدام لمسافة تصل لقرابة الكيلومتر من منزلها إلى المركز الصحي بحثًا عن العلاج في ظل الخذلان المتكرر".

ويقول الأطباء في مركز الجعدة الصحي بمديرية ميدي شمال محافظة حجة للأناضول أنه تأتيهم "حالات متعددة لأمراض مختلفة ومستعصية للمركز من ضمنهم حالة الطفل إبراهيم دون مقدرتنا على تقديم إي خدمات صحية لهم إلا بعض المسكنات لتخفيف ألمهم".

ويواجه أكثر من 1200 أسرة نازحة في 67 موقع نزوح داخلي بالمديريات الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دوليًا بمحافظة حجة الحدودية مع المملكة العربية السعودية، أوضاعا إنسانية ومعيشية صعبة للغاية في ضوء غياب المساعدات الإنسانية.

مارس 2023، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف": لا يزال وضع الأطفال النازحين يُثير قلقاً بالغاً، وأكثر من 2,3 مليون طفل حيث لا يحصلون على ما يكفي لسد احتياجاتهم في مجال الصحة والتغذية والتعليم والحماية والمياه والإصحاح البيئي.

و أشارت المنظمة الأممية إلى أن " أكثر من 540,000 طفل دون الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم الذي يتهدد حياتهم، حيث يموت طفل واحد كل 10 دقائق لأسباب يمكن الوقاية منها".

في غضون ذلك، حذرت "اليونيسف " مؤخرا عبر تغريدة على تويتر من أن "ملايين الأطفال اليمنيين يواجهون خطر المجاعة ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة، تضمن توفير المساعدات المنقذة لحياتهم".

و أوضحت إلى أن " ما يقرب من ستة ملايين طفل في اليمن على بعد خطوة واحدة من المجاعة".