آخر تحديث :السبت-15 يونيو 2024-05:10ص

ملفات وتحقيقات


حكايات من زمن الرفاق.. الحنكي والرئيس علي ناصر(2)

الجمعة - 17 مايو 2024 - 06:00 م بتوقيت عدن

حكايات من زمن الرفاق.. الحنكي والرئيس علي ناصر(2)

((عدن الغد))خاص.

كتب/صالح ناصر سالم الحنشي
التحقت حسب وعد الاخ/ مسدوس, بلواء عبود في معسكر سبأ بعدن.
كان قائده رجل ممتاز عنده أخلاق عالية، وهو المقدم/ مهدي باعزب يرحمه الله.
كنت تبع (ك ,19) وكان حظي النحس قد جاء بي الى المصيدة...
كان القائد من أعرابنا وابن عمه قائد سرية... كانت الكتيبة لهذه الاسرة وابن عمهم الثالث نائب قائد اللواء، أين المفر...
كان القائد كلما صادفني، قال : كيفك ياموسى... قلت له: أنا اسمي صالح وليس موسى! يجيب وهو يضحك لا أنا (موسى أميهودي)!!!!
ربنا لم يتخل عني..
أكرمني برجل من خيرة الشباب ثقافة وعقلاً ومنصباً ، ونشأت بيني وبينه صداقةحميمة، وكان المسؤول السياسي للكتيبة، وركنها العملياتي وهو عاد حديثا من دورة في الاتحاد السوفياتي... كان يضحك كثيرا كلما قال له : القائد أيش خلاك تصادق موسى!!!... يضحك ببراءة مش عارف ماذا تعني لي هذه الكلمات التي لاتوحي بخير! وكان هذا الرجل الشهم ((أسمه/ عبدالله سالم الحنكي)) عمل فيما بعد في السلك الدبلوماسي، في عهد الرئيس/ علي ناصر محمد. أصدر به قرارا جمهوريا كوزير مفوض في وزارة الخارجيه... وكان قد مثل بلادنا خير ثمثيل في لبنان ، وفي باكستان ، وكان مبعوثا شخصيا للرئيس.
أندلعت حرب 1972م، بين الشطرين وتحركت كتيبتنا الى طور الباحة، وامصريح ارض الصبيحة في إحدى الليالي من شهرايلول 72م، وعند السادسة تقريبا مساء كنا نتناول وجبة العشاء خبز وشاهي، وإذا بالقائد وابن عمه، قائد السرية، ينادون على صاحبي ... قام وكانوا بعيدا عني لا أسمع كلامهم، ولكن تأكد لي من حركات أيدي صديقي العزيز إن هناك امراً مخيفا، وتقريبا أنا فهمت إن الموضوع ساخن جدا ويعنيني !!! عاد إلي ورفض تناول العشاء، قلت له: أيش سبب الجدال بينك وبين القائد واخيه... قال: مافي حاجة بس نناقش بعض أشياء تتعلق بالكتيبة، قلت له: أنا أعتقد إن الموضوع يخصني.! قال: نعم. قلت: أيش قالوا لك؟! قال: قالوا هذا متضرر من الثورة، ونحن على الخط وهو من أسرة شرسة، ممكن يعمل أي شئ ويهرب للعدو، يا أن تتخلى عنه أو تسلّمه، أو نحملك المسؤولية إذا فعل أي شئ!
شرحت له بكل صدق ماتعرضت له أسرتي وإعدام إخواني وأولاد عمي الستة، وقلت له: هم عسكر فقط، لاهم سلاطين ولا أقطاع ولا عملاء، بل عداءات قبلية ولم يبق في أسرتي - أسرة آل سالم منصور - غير إثنين في السجن بالمنصورة، وأنا ووالدي المشلول، ويريدون إن ألحق باسرتي، أو ألحق بالعالم الاخر(الموت) أو السجن!!!!
أنفعل جداً ونهض، وقال : جهز نفسك الآن باننزل عدن.
تحركنا وبت عنده وفي اليوم الثاني ذهب الى/ علي ناصر، وكان رئيس الوزراء ووزير الدفاع، وما أن جاء الظهر حتى أقبل وهو يضحك وأخرج من جيبه ظرف فيه ورقتان: الاولى الى من يهمه الامر ، فيها ؛ يمنع اعتراض الجندي المذكور... تحت أي مبرر، وفي حالة ارتكابه أي خطأ الاتصال بوزارة الدفاع الثانية موجهة لشعبة الإستخبارات بترخيص لحمل السلاح... كدت ان أطير من الفرح ، وفي اليوم الثاني أخرج ورقة أخرى بها ترخيص بحمل السلاح... طلبت منه إذن أن أذهب الى قريتي الذي هجرتها، كما ذكرتها في حكايات ورقة الفريق/ فيصل رجب.
لأن الزوجة من نفس القرية وطلبت إن تلد عند أمها وأخوانها وغرتني الأوراق وأصبت بالغرور أنه مادام معي كل هذه التأكيدات، لايمكن أن يعترضني أحد، وذهبت الى هناك وحدثت مأساة دراماتيكية، ساحكيها إن شاءالله في الحلقة القادمة ... تحية لك أخي وصديقي الشجاع/ عبدالله سالم الحنكي واسال الله ان يمدك بالعمر الطويل, والى الحلقة المقبلة إن شاءالله.