آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-07:14ص

أدب وثقافة


رسالة بلسان حال عبير

السبت - 17 أكتوبر 2020 - 06:18 م بتوقيت عدن

رسالة بلسان حال عبير

(عدن الغد): إبراهيم البشيري

 

أنني في وضع حرج، مخنوقة ووحيدة، مرمية في زاوية مظلمة، دموعي تنهمر، دمي يقطر دون ثمن، قلبي يئن، اعاني من مرارة شديدة في حلقي ومع هذا احاول ان اصرخ لكن لا أحد يسمعني، اجتهد للوقوف على قدمي لكنها مشلولة. لقد وقعت ضحية بريئة في قبضة حيوان وحشي مفترس غرز مخالبة في أحشائي، ولا أعلم ما النهاية، بيد أنني قد متُ، نعم متُ حتى لو عدتُ إلى منزلنا المتهالك؛ إذ كنتُ عمودًا اسنده ومصباح ينيره، وها أنا ذا مكسورة ومنطفئه.

رغم هذا فأنا لم أعد أخشى على نفسي من أن يحدث ماهو أسوأ من ذلك؛ فالجحيم يختزل في معاناتي، ولكن أمي ياناس، أمي منهارة تحت نافذة المنزل وأبي مقهور أمام الباب ينتظر عودتي وبكاء الحزن والخوف يعلو من حناجر شقيقاتي، اخواني يتخبطون ليلًا ونهارًا في شوارع عدن بحثًا عني، أنهم يريدون عودتي مهما كان، سواءً حية أو ميته.

لذا؛ لأجل أهلي، يأمن تبقى في قلوبكم شهامة وعلى رأسهم المحافظ: حركوا أطقمكم وانشروا جنودكم، فتشوا باستمرار، تحروا الكيمرات، انشئو غرفة عمليات خاصة، فلا شك أن خاطفيّ قد أخطأ وترك خيطًا وراءه يدلكم إلى مكاني، وستجدوني وأيضًا أثناء ذلك تصادفون مختطفات أخريات، وتاكدوا جيدًا أنني قريبة منكم ولست في بغداد أو الروم.

وأنتم الذين هنا على مواقع التواصل، تستغلون مأساتي لصالح طرف ما تاره، وتاره تسخرون وتضفؤ سذاجتكم بقصد أو بغير قصد، فانكم لا تختلفون عن هذا المجرم الذي يقف أمامي الآن؛ غير أنه متخفي وانتم ظاهرين تمارسون بحقي جرئمتكم، بل انكم ساعدتم الجبان في أن يتلذذ بفعلته وهو ينقل اخباركم لي، وبما أن الحق معي سوف أعاند واكابر حتى آخر نفس، وأما سابصق على وجوهكم معًا، واما سيرد الله كيدكم بينكم.