آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-12:11ص

أخبار عدن


لا يستوي القاعدون والمجاهدين

الإثنين - 01 يونيو 2020 - 10:20 م بتوقيت عدن

لا يستوي القاعدون والمجاهدين

كتب / عمرو قريش

قال تعالى :

﴿ لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ ۚ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾

تحية وحب وتقدير وإجلال، وشهادة لكل فرد من أفراد الجيش الأبيض الأطباء الذين لبوا نداء الواجب، والقائمين على المنظومة الطبية فهم خط دفاعنا الأول، الذين التحقوا بالجبهات في ميادين الشرف والمستشفيات والمراكز الصحية، ويقفون على خط المواجهة مع فيروس كورونا.

وبعداً وتعساً وخسراناً للذين هربوا وآثروا القعود في منازلهم في مثل هذه الظروف التي تمر البلاد وهي بأمس الحاجة لهم في هذه الأوضاع الصعبة التي أقل ما توصف به بأنها حرب ضروس مع فايروس هم الوحيدون القادرون على مواجهته.

فأقول لهم لماذا دخلتم كلية الطب إذن، ولماذا قضيتم ست سنوات في البحث والتنقيب عن أسرار وخفايا الأمراض والأوبئة، وعشتم وقتاً من عمركم وأنتم تخوضون وتكابدون في البحث عن الكتب والمراجع في أرجاء كلية الطب، سهرتم الليالي ودخلتم الامتحانات.. لماذا؟

كما أريد أن أعرف.. هل أقسمتم اليمين الذي نسمع بأنه لا يتخرج أي طبيب إلا بعد أن يؤدي القسم والذي نصه: (أقسم بالله العلي العظيم وبمعتقدي أن أصون مهنتي وان أعمل على تقديم الخدمة الطبية بكل أمانة وإتقان للمرضى، وأن التزم بكل التشريعات والقوانين كاملة، وان أؤدي واجبي لوطني وشعبي على أكمل وجه، وأن احترم زملائي في المهنة وأتعاون معهم وأن أرفع اسم بلدي عالياً في كل المجالات............ والله على ما أقول شهيد).

لا أعتقد بأن الأطباء الذين تخلوا عنا في هذه الظروف كانوا موجودين يوم التخرج، أو انهم تعمدوا الغياب في ذلك اليوم لشعورهم بأنه سيأتي عليهم مثل هذا اليوم، ولا يريدوا أن يكونوا ممن خانوا القسم أو البلاد.

أيها الأطباء الهاربون حدثوا أنفسكم وأقعدوا في خلواتكم لتراجعوا ذواتكم، هل ما فعلتم الصواب أم أنكم أخطأتم بحق أنفسكم أولا ثم في حق مجتمعكم؟، ليس من العيب الخطأ لكن العيب كل العيب الاستمرار بالخطأ، والخطأ ليس عيباً في ذاته ولكن الرضا به والاستمرار عليه والدفاع عنه هو الخطأ وكل الخطأ.

الوطن بأمس الحاجة لكم فإن خذلتموه في هذه الظروف فحتماً سيأتي اليوم الذي تندمون فيه.