آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-06:10ص

ملفات وتحقيقات


"عدن الغد " تنفرد بنشر مذكرات ( عدن التاريخ والحضارة ) للرئيس علي ناصر محمد : الحلقة ( الحادية عشر )

الأحد - 31 مايو 2020 - 08:01 م بتوقيت عدن

"عدن الغد " تنفرد بنشر مذكرات ( عدن التاريخ والحضارة  ) للرئيس علي ناصر محمد : الحلقة ( الحادية عشر  )

عدن (عدن الغد) متابعة وترتيب / الخضر عبدالله ::

تنفرد ( عدن الغد ) بصحيفتها الورقية وموقعها اللالكتروني بنشر أبرز وأهم المذكرات االتي سبق لــ" عدن الغد " أن قامت بنشر ها ( ذاكرة وطن - والطريق إلى عدن - والقطار .. رحلة إلى الغرب ) للرئيس علي ناصر محمد .

وفي هذه المرة ستقوم " عدن الغد " بنشر مذكرات جديدة من حياته ( عدن التاريخ والحضارة  ) .

وتعد هذه المذكرات الجزء الرابع  من محطات وتاريخ الرئيس الأسبق علي ناصر محمد رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية .

حيث يذكر لنا في مذكراته  عن صور  ومعالم وشخصيات  ومنظمات مدنية  لمدينة عدن  هي نسيج خاص بينها وبين معالمها واعلامها  حيث يقول الرئيس ناصر :" ان هذه المدينة تاريخ وطن وكفاح شعب وسيرة حياة .

وهذه المذكرات هي رحلة شيقة وجذابة في ذاكرة مدينة عاصرت كل المراحل التاريخية وانطلقت منها مشاعل الثورة والتنوير وتشكلت فيها البذور الأولى للتنمية الثقافية والاقتصادية والاجتماعية في كافة ارجاء الوطن.

 .. وإليكم تفاصيل ما جاء في محطات وتاريخ سيادة الرئيس الأسبق علي ناصر  :

معالم تاريخية في عدن

البحيرات :

بعد  انقطاع   عن العمل  لــ صحيفة " عدن الغد  لــ ( شهر رمضان وعيد الفطر ) نواصل في هذا العدد مذكرات ومحطات عاشها وشاهدها الرئيس الأسبق لليمن الجنوبي الرئيس علي ناصر محمد وفي هذه الحلقة يروي لنا عن المعالم التاريخية التي كانت سائدة بمدينة عدن في حنوب اليمن حيث قال :" كانت تشهد عدن معالم جميلة وتاريخية من هذه المعالم  بحيرة المعجلين : وتقع ما بين جبل حقات وجبل صيرة وتمتاز بعمق كبير، وأمواجها هائلة وقيل انه سميت المعجلين إذ يرجع منها من كل أربعة اثنان .

وبحيرة الأعاجم : تمتد من جهة المياه جنوباً إلى رباك شمالاً، والى جبل عمران (جبل إحسان) وسمي البحر المستجد بحيرة الأعاجم"

كما ذكر ابن المجاور في حديثه أودية عدن ولكن ليس بشكل مفصل كقوله : "بناء البلد في وادي البحر مستدير حوله" ، وتمتد تلك الاودية من الشمال إلى الجنوب ومنها وادي الخساف ، وادي الطويلة ، وادي العيدروس .

الأودية :

ويضيف  ويقول :" يوجد في عدن ثلاث أودية مشهورة وهي

وادي الخساف : يذكره ابن مخرمة بالخصاف ، ويمتد من تحت الهضبة من الشمال الغربي باتجاه سوق الطويلة ويلتقي وادي الطويلة ، ويذكرهما ابن مجاور (بالسائلة)

وادي الطويلة : وهو من اكبر السائلات في مدينة عدن والتي ادت إلى اقامة الصهاريج ، وقد كانت هذه السائلة مركز الحركة التجارية يباع فيها الماء والحطب ، ولم يبق منها إلا ما بين مجمع البنوك والبحر وقد بني عليها المباني الكبيرة ، وهي الان من اكبر المنشأت العامة .

وادي العيدروس : تتجه سائلة منه في خط مستقيم مواز لسائلة الطويلة ، ويصب في البحر بالقرب من جبل صيرة.

منارة عدن

وحول معلم  منارة عدن التاريخي يستطرد قائلاً :" منارة عدن التاريخية التي تقف شامخة مع قدر يسير من الانحناء ، وأشيع أنها فنار لقربها وقتذاك من بحر صيرة، ويقال أنها بقايا لمئذنة مسجد بناه الحسن بن سلامة وسمي مسجد عمرو بن العاص وهي مأثرة تاريخية قديمة أرجعت بعض الدراسات الأثرية الميدانية أصولها وقاعدتها المضلعة إلى مخلفات الحضارة اليمنية القديمة، فقد أكد الخبير الأثري "سيرجي شيرنسكي" من خلال فحص العينات وسبر عمق التربة أنها تقف على برج قديم، وبعض المصادر الإسلامية جعلت منها مأثرة إسلامية. حيث يرجع تاريخها إلى فترة الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز – ذكر ذلك عمارة بن محمد المكي في كتابه المفيد في تاريخ زبيد. تقع هذه المئذنة قبالة ميدان كرة القدم في طرف حديقة البريد العام في حي كريتر، وتقف على قاعدة مضلعة ثم تتخذ شكلاً مخروطياً، وهي مكونة من ستة طوابق، وارتفاعها 21 متراً ، ولها سلم حلزوني ذو "86 درجة" تقود الصاعد إلى مكان الأذان كما تحتوي على عدة منافذ أوسعها في الدائرة العلوية حيث موضع الأذان، وقد اعتقد بعض الباحثين بأن هذه المنارة ما هي إلا منارة تهدي السفن إلى الميناء، ولكن اتضح مؤخراً أنها منارة لمسجد قديم "يسمى بجامع عدن" تم الكشف عن بعض جدرانه وتيجان أعمدته بعد  إجراء الحفريات، ويعتقد أن بناء هذه المئذنة يعود إلى عهد الخليفة الأموي "عمر بن عبد العزيز" أي إلى القرن الثامن الميلادي، وكانت منارة لمسجد عظيم "جامع عدن" وأثراً من آثار الحضارة الإسلامية القديمة.

 سور عدن التاريخي :

أبــــواب عــدن

وعن سور عدن التاريخي  يتحدث ويقول :" أبواب عدن التاريخية حسب ماورد في كتابات ابن المجاور القلقشندي وبامخرمه والمقدسي هي:

1)باب البر يسميه أبو الفداء بباب السقايين

2)باب العقبة ( الزياده (

3)الباب  الرئيسي

4)باب السلب وجبل حديد الطريق البحري الجديد

5)باب الصباغة

6)باب السائلة وعرف في عهود مضت بباب مكسور

7)باب الفرضة ومنه تدخل البضائع إلى الميناء

8)باب مشرف المعروف بباب الساحل

9)باب السر وهو لا يفتح إلا عند المهمات

10)باب البغدتان

وقد تلاشت هذه الأبواب منذ أمد بعيد وهي على الأرجح كانت تمتد من جبل الخضراء حتى جبل حقات , وبقيت الثلاثة الأبواب المهمة التي ما تزال قائمه حتى اليوم وهي باب العقبة وباب حقات والبغدتان .

والمؤرخ المجهول صاحب كتاب ( تاريخ الدولة الرسولية ) يطلق على باب العقبة ( باب الزياده ).

ونظراً للآراء المتباينة حول أبواب المدينة نخلص في القول إلى أن :

1)الأبواب القديمة كانت موجودة على سور عدن وقد تلاشت بتلاشي السور العتيق للمدينة .

2)ان البغدتين هما ابرز أبواب مدينة عدن البعض يشير إلى الأبواب بأنها ليست خمسه بل ستة وكانت تربط بين  جبلي الخضراء ( المنصورى ) وحقات .

3)ان باب العقبة هو باب الزيادة كما ذكر بعض المؤرخين .

4)اما باب حقات فقد شق حسب رأى المؤلف في العصر الأيوبي وعلى الأخص في عهد توران شاه علما بان معظم المعالم والمواقع الأثرية في عدن لم تتعرض لمجهر الفحص والتدقيق الأثري .

وقد شيد الأيوبيون الكثير من الدور والأبواب ومنها دار السعادة ودار المنظر وباب الفرضه والباب القريب من جبل النوبة والأسواق والدكاكين والمساجد وجدد أل طاهر فيما بعد بعضا من هذه الدور كدار السعادة ودار الإصلاح ودار البندر , والأرجح أن الأخيرة ابتناها الشيخ عبد الوهاب بن داود الطاهرى حسب قول المؤرخ بامخرمه .

القلاع والحصون في عدن

ويستدرك في الكلام عن القلاع  والحصون التاريخية في عدن فيقول :"  مثلت الحصون والقلاع والأسوار جزءاً هاماً من أمن واستقرار مدينة عدن و لعبت دوراً كبيراً في حماية مواطنيها من الأخطار المختلفة التي تهدد سلامتهم من قديم الزمان، وقد استخدمت هذه الحصون لمراقبة السفن القادمة إلى سواحل عدن، وكان بعضها يستخدم مأوى أو قصوراً للحكام وأهمها:

حصن الخضراء – وينتصب على سلسلة جبلية بين محطة البترول ومحكمة عدن.

قلعة صيرة – وكانت مأوى للحرس.

جبل التعكر – ويستقر على سلسلة جبلية ممتدة من القلوعة إلى صهاريج عدن.

جبل المنظر – وهذا الحصن اندثر تماماً.

قلعة صيرة :

وعن معلم قلعة صيرى التاريخي يقةل سيادة الرئيس ناصر :" تقف على عتبات جزيرة صيرة في كريتر عدن "صخرة" عملاقة قبالة جبل المنظر وهي ما يطلق عليها اليوم جبل صيرة، وعلى ذروتها بنيت القلعة القديمة "قلعة صيرة" والتي شيدت في الأساس على أسس حجرية ترجع إلى القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين، وتشير الدراسات الحديثة إلى أن الموقع كان يشكل حماية للميناء من القراصنة والغزو الخارجي وقد حفرت فيها بئر تسمى "بئر الهرامسة".

وكانت القلعة أداة فعالة وقوية لحماية ميناء عدن القديم الواقع في لحف الجبل كما شهدت هذه القلعة والجزيرة معارك خاضها السكان المحليون ضد الغزاة والقراصنة ففي عام 1513 – 1516م، هاجمها البرتغاليون وصدهم جند القلعة، ومن الأدوار التاريخية الدور البطولي لأهالي عدن حين قاموا بالتصدي والدفاع عن مدينتهم ضد هجمات الاستعمار البريطاني في 1839م، وقد دخلوها بعد معركة غير متكافئة.