آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-06:10ص

ملفات وتحقيقات


(عدن الغد) تستطلع الآراء.. الغلاء وكورونا يفاقمان ركود الأسواق.. أزمات معيشية تحاصر المواطنين بعدن في العيد

السبت - 23 مايو 2020 - 02:12 ص بتوقيت عدن

(عدن الغد) تستطلع الآراء.. الغلاء وكورونا يفاقمان ركود الأسواق.. أزمات معيشية تحاصر المواطنين بعدن في العيد

استطلاع / عبد اللطيف سالمين:

يكابد أغلب أرباب الأسر في عدن الظروف المعيشية الصعبة لشراء مستلزمات العيد في ظل استمرار الازمة الاقتصادية وارتفاع مستوى الدولار مقابل صرف الريال اليمني، واتت ازمة كورونا واجراءات الحضر لتفاقم من معاناة المواطنين في عدن.

أصبح الأمر في هذه السنة يشكل عبئاً مضاعف، جراء غلاء اسعار ثياب العيد ومستلزماته مما ادى الى قول البعض ان شراء ثياب العيد لهذه السنة لمن استطاع اليه سبيلا.

 

هذا ما وصلت به حالة غالبية سكان مدينة عدن البسطاء.

عملة نقدية منهارة، واباء ما بين مقصلة انقطاع رواتبهم وسندان شحة  فرص العمل. مدينة لا يُرحم فيها احد. غلاء مبالغ فيه لأسعار الشراء اكبر بكثير من فارق هبوط العملة المحلية امام الدولار.

كما تواجه الأسر ارتفاعاً كبيراً في أسعار ملابس العيد ومختلف السلع، بالإضافة إلى شح العديد من المنتجات.

 

وقال رب أسرة من داخل أحد محال الملابس في أحدى أسواق مديرية الشيخ عثمان، إن الأسعار مرتفعة بشكل كبير لمختلف الفئات العمرية، وما يزيد من أزماتنا المعيشية هو استمرار ارتفاع الدولار واجراءات الحظر التي حرمتنا من العمل الخاص في ظل انقطاع الرواتب ما جعل الميزانية لا تكفي لشراء مستلزمات العيد.

وأضاف رب الأسرة لعدن الغد، انه لا يمكن ان يحرم اطفاله فرحة العيد ولو كان الموت يحي بهم من كل جانب مع كثرة الوفيات وانتشار مرض كروونا في عدن.

ولفت إلى أنه سيضطر إلى الاقتراض من احد اصدقائه لتغطية الفجوة في المبلغ الذي يحتاجه لشراء ملابس العيد لأسرته.

 

فيما سخر مواطن اخر حين وجه له سؤال عن امكانية شراء ثياب العيد لأطفاله وقال  هذه رفاهية لا نفكر فيها، لدي زوجه وأربعة أولاد وأصبح أمر توفير الاحتياجات الأساسية لهم يورق بالي، استغنيت عن الضروريات لي لأقضي يومي ومرتبي لا يسد حتى الاحتياجات الأساسية.

وتابع: "لم يعد لدي حيلة لمواجهة الحياة ، بلغت أقصى مراحل التقشف. والكفاح لم يعد يجدي شيء كل يومي اقضيه في العمل والبحث عن ما يسد به رمق الجوع لأولادي."

 

ورصدت "عدن الغد " في جولاتها على أسواق عدن حالة استياء كبير من قبل تجار ملابس الأطفال والنساء، بسبب ما أسموه بموسم الكساد.

 

وفي هذا السياق، أشار تاجر الملابس الجاهزة، محمد الشرماني، إلى أن ملابس الأطفال هي الأعلى سعرا مقارنة بالفئات العمرية الأخرى، موضحا أن السعر يتوقف على حسب خامة وجودة الملابس.

وأكد أن الدولار شهد ارتفاعا كبيرا طيلة الفترة الماضية، واصفا وضع السوق والحركة التجارية بالضعيفة، مضيفا أن هناك بعض المواطنين بدأوا في الشراء قبل حلول شهر رمضان بأسعار معقولة، خوفا من ارتفاعها مع اقتراب العيد وعدم تمكّنهم من شرائها.

 

وأضاف أن التجار ينتظرون العيد باعتباره موسما للربح العالي لانتعاش الطلب على الشراء، إلا أن شح السيولة والارتفاع الكبير في الأسعار إلى الضعف في بعض المنتجات تسبب في تراجع حركة الشراء إلى الحدود الدنيا.

 

والتقت عدن الغد عددا من المواطنين أثناء تجمهرهم بالقرب من احدى مراكز  الصرافة في انتظار استلام رواتبهم ، مطالبين بزيادة سقف رواتبهم، خاصة أنهم دخلوا في موسم العيد، والذي يتطلب توفر سيولة أكبر.

وقال رب أسرة، إن زيادة أسعار سلع ومستلزمات العيد دفعته إلى تقليص مشترياته إلى أقصى حد، لكي توائم ميزانيته المرصودة للمناسبة.

وأضاف أن المشكلة ستزيد مع نهاية موسم عيد الفطر، خاصة في ظل تفشي فايروس كورونا .

 

-هبوط العملة ليست المشكلة الوحيدة

ومن خلال الجولة وحسب إفادات المواطنين اللذين اشتكوا من جشع التجار وأصحاب محلات الملابس ومستلزماتها  ومبالغتهم في رفع الأسعار في الأسبوع الأخير من رمضان.

 يبدو ان هبوط العملة ليست المشكلة الوحيدة، فالطمع الذي اكتساه التجار رداءً لن ينكفوا عن وضعه جانبا طالما ليست هناك اي رقابة صارمة على الحركة الاقتصادية للشارع.

وعند الاستفسار عن الاسعار في العديد من  المحلات ستجد الأسعار متباينة تتفاوت من محل لاخر رغم ان البضاعة ذاتها وفي محاولة معرفة سبب ذلك يكون الرد واحد ، التجار يرفعون الأسعار ونضطر نحن بدورنا للرفع على المواطن.

وهو ما يراه المواطنين تفسيرا لضلوع الجميع وتورطهم في المشكلة.

حيث أجمع حوالي 90% من الموطنين ان التجار يتحملون  الجزء  الأكبر من الارتفاع الجنوني لقيامهم  برفع الأسعار أكثر من اللازم  وهو ما يسبب أزمة حقيقية.

فيما يرى 5%  ان ارتفاع الأسعار يطال جميع المجتمع من ضمنهم التجار و يعتقد البقية انه ما يحدث أمر أكبر من ان يفهمه المواطن البسيط. 

 

في المقابل، اشتكى عدد من التجار من غلاء في الإيجار داخل الأسواق المركزية وتضخم فواتير الكهرباء  واغلاق محلاتهم لساعات طويلة بسبب اجراءات حضر التجوال ما أجبرهم على رفع الأسعار في بعض الأحيان تفاديا للخسارة، بحسب التاجر احمد علي.

والذي قال إن الإقبال متوسّط حتى الآن، والأسعار ظلت ثابتة والصعود الذي تشهده الأسواق يعود إلى ارتفاع تكلفة الإيجار والدولار والاوضاع الصعبة التي تعيشها المدينة.

وبحسب إفادة التجار الذين اشتكوا بدورهم من ضعف القوة الشرائية معللين بانعدام السيولة، وقال احد التجار ان المواطنين يحملوننا المسؤولية من ارتفع الأسعار فور هبوط العملة.

ورغم تضرر بعض المواطنين من ارتفاع الأسعار نسبيا هذا العام، واجراءات الحظر والخوف من الحميات المنتشرة وفيروس كورونا ، إلا أن الأطفال لم يمنعوا من الفرح بالاستعدادات للعيد ومشاركة أسر كاملة في شراء مستلزماتهم لاغتناء ملابس العيد، وفقا للطفل ناصر سعيد، الذي قال إنه يشعر بسعادة بالغة بعدما اشترت له والدته ملابس العيد الجديدة.