آخر تحديث :الأربعاء-17 أبريل 2024-02:05ص

حوارات


باسندوة: ليس جديداً الحديث عن هدنة في اليمن ولكورونا حسابات لم تستوعبها الميليشيات بعد

الثلاثاء - 14 أبريل 2020 - 03:15 م بتوقيت عدن

باسندوة: ليس جديداً الحديث عن هدنة في اليمن ولكورونا حسابات لم تستوعبها الميليشيات بعد

(عدن الغد)ستراتيجيا نيوز:

أعلن التحالف، الذي تقوده السعودية لقتال المسلحين الحوثيين في اليمن، عن وقف لإطلاق النار والذي انطلق الخميس الفارط دعما لجهود الأمم المتحدة لإنهاء الحرب التي ما زالت مستمرة منذ خمس سنوات ولتهيئة الأجواء لمواجهة تفشي فيروس كورونا.

التحالف الذي يدعم حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي في مواجهة المسلحين الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة الخليج العربي

ويشك خبراء في إمكانية تنفيذ الحوثيين الهدنة التي اخترقت منذ أول أيامها.

وغير بعيد عن نفس المنحى، حاورت صحيفة ستراتيجيا نيوز الدكتورة وسام باسندوه أستاذ العلاقات الدولية اليمنية والخبيرة في شؤون الحقوق والحريات:

-س- ما الهدف من مبادرة وقف إطلاق النار ”القابلة للتمديد“في اليمن؟

ج- الحديث عن هدنة الأسبوعين ليس جديدا ولا ارى فيه اضافة

مختلفة عما سبق واعلنته الحكومة من استجابتها لمطالبة الامين العام للامم المتحدة بوقف العمليات العسكرية وهو الطلب الذي أيده التحالف العربي في حينه بينما لم يبد الحوثيون أي استجابة واستمروا في تسعير الجبهات فكان استمرار المعارك من قبل الجيش الوطني هو بمثابة رد فعل ومجابهة لعمليات الحوثي القتالية التي لم تتوقف على اليمنيين وباتجاه المملكة العربية السعودية التي استهدف فيها المدن السعودية بصواريخ بالستية دون التزام بأي قواعد اشتباك أو تحييد المدنيين، كحال أي ميليشيا ارهابية ممكن أن يتوفر لها هذا النوع من السلاح الذي تكفلت إيران بتوفيره لها. 

وهو ما يحدث اليوم من انتهاك الحوثيين للهدنة منذ اللحظات الأولى وإعلانهم أنهم لم يقبلوا بها أصلا ولا يعترفون بها.

س2 هل هناك اذن اشكالية في الهدنة؟

ج-الإشكالية في هذه الهدنة إن الحوثيين سيتعاملون معها كغيرها من الهدن السابقة، لن تختلف حساباتهم في تعاملهم السياسي والعسكري وحتى الاقتصادي كثيرا بمعنى أنهم سيسعون لاستغلالها للملمة الصفوف وإحداث مزيد من الاختراقات العسكرية وزراعة المزيد من الألغام في المناطق التي يخشون فقدانها، الحوثيون مازالوا يفكرون بالعقلية التي اعتمدوها خلال الأعوام السابقة إذ ينتظرون أن يستغلون جائحة الكورونا كغيرها من الازمات السابقة في جمع المزيد من الاتاوات في الداخل وابتزاز المنظمات الدولية والدول الكبرى في الحصول على المزيد من المساعدات، وفي داخلهم ذات القناعة والمحرك أن المملكة العربية السعودية والدول الكبرى أنهكتها هذه الحرب ويريدون إنهائها بأي ثمن وسيتخلون عن الشرعية مقابل الحصول على أي سلام وفقا للشروط التي سيقترحونها ، هذه الفكرة الخرقاء التي كذبوا بها على أنفسهم وصدقوها ويساعدهم بالترويج لها بعض الابواق الاعلامية ونشطاء الانحياز للحوثي الذي يسمون أنفسهم بنشطاء الحياد، وهي الفكرة التي أفقدت البلاد كل فرص السلام والميليشيات تنتظر هذه اللحظة التي سيأتي العالم مستسلما لها لذا فلا سلام أقر ولا حرب انتهت، إلا أن هذه الفكرة ذاتها الآن هي التي ستؤدي بهم إلى النهاية لذا فأنا وإن كنت من مؤيدي السلام والتعايش إلا أن السلام الذي نريده هو السلام العادل وفق المرجعيات الرئيسية التي تستعيد الدولة، وما لايعرفه الحوثيون وهم في غياهب هذه الفكرة الخرقاء أن الكورونا التي شكلت تحديا للدول الكبرى

والعظمى وانهكتها ستكون أشد وطأة وخطرا في حال البلاد

المنهارة أصلا كما هو الحال باليمن وأن التحدي هذه المرة.

س3 -برأيك هل ستستمر إيران في دعم الحوثيين في اليمن برغم أزمة كورونا؟

ج- النظام الإيراني سيكون أبرز ضحايا الكورونا واهم هدايا الكورونا للعالم المتحضر إذ سيتآكل من الداخل وهو لم يعد قادرا على دعم اية من ميليشياته في الخارج بفعل الانهاك الصحي والاقتصادي ناهيك عن فقدان القيادة التي كانت بمثابة الروح للأذرع الإيرانية بالمنطقة باغتيال سليماني، كما أن تبرعات المنظمات والمساعدات الدولية التي طالما راهن عليها الحوثيون ولا زالوا يعتقدون انها ستصلهم اكثر ويضغطون للابتزاز باسم الكورونا وفاتهم ان العالم الان يمر بأزمة اقتصادية عالمية وكل مشغول بنفسه، ولن يستطيعوا أن يصمدوا في مواجهة اي اجتياح للوباء الذي سيبدأ بقياداتهم اولا مهما حاولوا التكتم عن انتشار الوباء في صفوف جماعتهم القادمين من زيارة إيران.

س- آية حلول إذن أمام المليشيات الايرانية ؟

ج-الميليشيات الحوثية امامها حلين اما انها ستبقى تراهن بهذه الحسابات الخاطئة وسترفض السلام وستكتب نهايتها، أو أن تراجع نفسها الآن وتلتقط فرصة ربما لن تعود لتتكرر لها،، المبعوث الدولي على خلاف الميليشيات يعي هذه التبدلات جيدا ويحاول رمي طوق النجاة الأخير لهم لالتقاطه، أما التحالف العربي.

فبإعلانه الهدنة أبدى حسن النوايا وبيض ساحته من أي اتهامات سينسجها له الخصوم مع تكشف حالة الانهيار في القطاع الصحي بعد أن حاول الحوثيون المستشفيات لثكنات عسكرية ومخازن لتخزين السلاح واخرجوا معظمها من الخدمة، ماعرضته هي حقيقة الحسابات التي يعرفها الحوثي ويقيس عليها أما فكرة السلام وبادرة حسن النية والتفكير بمنطق الدولة فهذا من قبيل ذر الرماد في العيون فالميليشيات تعيش على الحرب ويخنقها السلام، لكن للكورونا وزمن الكورونا حسابات اخرى لم تستوعبها الميليشيا بعد.