آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-11:23ص

ملفات وتحقيقات


طائر الفلامينجو في ذمة الله الكابتن سعيد دعالة العبقرية الكروية الفذة والرحيل الموجع ..؟!

الجمعة - 03 أبريل 2020 - 08:51 م بتوقيت عدن

طائر الفلامينجو في ذمة الله  الكابتن سعيد دعالة العبقرية الكروية الفذة والرحيل الموجع ..؟!

عدن ((عدن الغد)) خاص

 

كتب الفنان / عصام خليدي

في ظل الصمت المدوي الذي لانجد له تفسير او معنى إلأ التهميش والتغييب والنكران وإنعدام الوفاء ..
رحل عن دنيانا الفانية الأسطورة الكابتن سعيد دعالة بعد رحلة معاناة شاقة مضنية الزمتة فراش المرض منذ فترة طويلة اللاعب الفذ والأسطورة الكروية التي أمتعتنا وأسعدت حياتنا بفيض من أطياف الوان السعادةوالفرح والبهجة والغبطة وشهدت الملاعب الجنوبية واليمنية والأفريقية إبداعات ومهارات وفنون الكابتن سعيد دعاله الرجل الذي ظل يعمل بصمت وحب وعشق وكبرياء وشموخ وكانت رحلته الرياضية النموذج الإستثنائي لمشوار البذل والعطاء والتميز والفرادة والتألق ..

الكابين سعيد دعاله نجم فريق نادي الحسيني في حقبة الستينات من القرن المنفرط وإيقونة نادي التلال وفريق هورسيد ونادي الزمالك الأشهر ونادي وحدة الإمارات والمنتخبات الوطنية في دولةالصومال الشقيقة ..

ويكفينا فخراً أنه الحاصل على لقب أفضل لاعب لمدة ثلاث مرات متلاحقة في بطولة كأس قارة أفريقيا وبرغم كل هذه الأمجاد والبطولات التي حصدها في تاريخه الرياضي الباهي الزاهي المشرق المشرف ظل متشبتاً بمسقط رأسه (عدن) وعاد إليها شوقاً وحنيناً ولم يفارقها حتى هذه اللحظة
هذا الرجل الذي تتجسد بسلوكياته قمة التواضع والتضحية والإيثار أحاطنا وغمرنا بفيض كرمه السخي اللامحدود .. ورغم قسوة الظروف لم يطرق باب أحداً من المسؤلين ليتبنى تفاصيل حالته الصحية المتردية ..

نعم هكذا حال الكبار قدوة ونموذجاً يحتذى بهم في أصعب مواقف حياتهم ..

ظل ( العاقل ) كما يحلو له قول هذه الكلمةالتي ينطقها في عباراته وإحاديثه العذبة الممزوجة بطيبة ورقة قلبه النقي الصافي وروحه الطاهرة ظل صامتاً صابراً زاهداً متعففاً يصارع المرض والمعاناة وشدة وطأة الألم والوهن بصمت وكبرياء دون ضجيج أوصخب إعلامي ..

لقد صعقت حينما وقع على مسامعي خبر وفاته ورحيله بعد ماوصلت اليه حالته الصحية المتدهورة خصوصا وأنني علمت أنه أدخل العناية المركزة أكثر من مرة ..

أعلم جيداً أن كتابة هذه السطور التي أجدها في حقيقة الأمر لايمكن أن تفيه بعضاً من أستحقاقاته بأي حال من الأحوال فهو صاحب مدرسة كروية وامجاد وتاريخ رياضي حافل بالإنجازات والملاحم الكروية لكنني أجد الأمانة تفرض نفسها أمامي بقول كلمةصدق وإنصاف في حق هذا الرجل الشامخ العصامي الباسق الشاهق..

أعرف جيداً الكثيرين ممن لايمتلكون اي كفاءات ولا خبرات ولا يمتلكون أيضاً رصيد جماهيري ضخم في قلوب الناس.. ومع ذلك تم تعيينهم في مناصب قيادية بدرجات وظيفية عالية.. وكلاء ومدراء وملحقين ومقيمين في سفاراتنا في الخارج .. القاهرة / دبي / وماليزيا وغيرها من الدول الأخرى بشكل مزاجي .. قبلي .. وعشوائي ..

كان من المفترض سرعة إيفاد الأسطورة الكابتن سعيد دعاله ( طائر الفلامينجو ) للعلاج في القاهرة على نفقة الدولة في وقت مبكر قبل أن تتدهور حالته الصحية ويستفحل المرض (ويستوطن جسده النحيل) المنهك المتعب وذلك على الأقل تقديراً وعرفاناً لمكانته ومنزلته الرياضيةالرفيعة والمرموقة في قلوب كل من عاش وتربى وسكن في داخل (مدينةعدن) وفي أرجاء الوطن اليمني ..

ويكفي العبقرية والأسطورة الكروية الكابتن سعيد دعاله أنه رفض كل الإغراءات والعروض المالية الباذخة من أعرق وأشهر الأندية الرياضية ( للإحتراف) في خارج الوطن وظل متشبتاً بتراب ( مدينة عدن) التي ترعرع بها منذ طفولته ومهد يفاعته ومرتع صباه ولم يقبل بأي عروض وظل في خدمة الوطن حتى أخر رمق في حياته حيث دفن في مقبرة القطيع بين (أحضان معشوقته الأبدية مدينة عدن) التي أحبته وبادلها برحلة عطاء زاحرة عطرة حافلة وشمت على جدران سفوحها وجبالها وشواطئها وملاعبها الكروية وفي ميادين العمل التربوي لتنشأة الأجيال المتعاقبة ..

أين نجد في هذا الزمان شخصية رياضية فذة تتحلى بهذا الشموخ والعفة والزهد والكبرياء ..؟!

كلمة شكر أوجهها لمعالي وزير الشباب والرياضة الأستاذ نايف البكري ليقيني أن الوزير الشاب الطموح من فصيلة الرجال الذي يقومون بما يجب فعله في مثل هذه الحالات الإنسانية لاسيما عندما يتعلق الأمر بقامة رياضية خدمة الوطن في كل المحافل والبطولات على الصعيدين الداخلي والخارجي ..

رحم الله الكابتن ( والحالة الرياضية الإستثنائية) سعيد دعالة الذي بقي في منزله وحيداً بمصاحبة شريكة حياته زوجته الأمرأة الصالحه والمربية الفاضلة في الفترة الأخيرة بعد عودته من القاهرة يعاني بصمت وكبرياء وشموخ ولم يكلف أحداً نفسه من المسؤلين بزيارته وتفقده والنظر فيما يحتاجه نظراً لتردي وتدهور حالته الصحية والمعنوية أسال الله أن يتغمده مع الأبرار الأتقياء الأخيار ويشمله برحمته ومغفراته ورضوانه ويجعل مستقرة جنة الفردوس الأعلى بإذنه تعالى ..

إنا لله وإنا اليه راجعون ..