آخر تحديث :الثلاثاء-23 أبريل 2024-05:46م

ملفات وتحقيقات


مشروع شق طريق الفرع بيافع سرار.. همة حتى القمة وإرادة الأهالي تقهر المستحيل

الأربعاء - 19 فبراير 2020 - 12:16 ص بتوقيت عدن

مشروع شق طريق الفرع بيافع سرار.. همة حتى القمة وإرادة الأهالي تقهر المستحيل

سرار(عدن الغد)خاص:

تقرير/حاتم العمري:


تعد الطريق شريان الحياة أو عصب الحياة بكل ماتحمله هذه الكلمات من أبعاد .. وبدون وجود طريق يعيش المواطنين في دهاليز من العزلة والتخلف الرهيب،ولذا فإن تعبيد وشق الطرق وسفلتتها والقيام بصيانتها ضرورة ملحة لدى المجتمعات كافة باعتبارها الملاذ الوحيد للخروج من بوتقة العزلة الشائكة وسببا رئيسيا وحضارياً للتواصل ..فما احوجنا اليوم جميعاً لتوحيد وتظافر الجهود في هذا المضمار،وخاصة في الأرياف حتى نتمكن من مواكبة الآخرين بالتحديد في مديرية سرار التي شهدت طفرة في شق الطرقات الفرعية في بعض المناطق والقرى على نفقة الأهالي ورجال الخير والعطاء .


ورب صدفة خير من ألف ميعاد وبدون سابق إشعار أو كما يقول المثل"صابح القوم ولاتماسيهم" قمنا يوم أمس الأثنين 17 فبراير 2020م بمعية الأخ علي ناصر الحامدي، رئيس المجلس الانتقالي بمديرية سرار يافع محافظة أبين،وكل من الاخوة محسن سعيد العطوي ومحمد عبدالله الصامتي وشبخ علي عبدالله وعارف،في رحلة استطلاعية لمشروع شق طريق الفرع الاعلى بسرار، وتعرفنا عن كثب عن سير العمل في المشروع والمعاناة اليومية التي يكابدها أهالي قريتي الفرع الأسفل والأعلى .


تقع منطقة الفرع إلى الغرب من مركز المديرية سرار وهو اسم يضم قريتين هما؛قرية الفرع الأسفل وقرية الفرع الاعلى التي تقع في القمة، على طول سلسلة جبلية تغطيها بطانية الإهمال من قمة رأسها إلى اخمص قدميها تعيش ملحمة واقعية من المعاناة وأساطير حقيقية من المقاساة،هموم ابناؤها كثيرة والطريق أولى الصعاب وبسببها يتجرع المواطن يومياً ألواناً من المعاناة والعذاب بشتى صورها ومعانيها.


فالطريق الحالية المؤدية إلى قرية الفرع الأعلى هي خلاصة المكابدة للأجداد والأباء الذين رسموها بأقدامهم وأقدام حيواناتهم واضحت هي المسلك اليومي لهم إلى عاصمة المديرية لنقل مرضاهم وشراء احتياجاتهم ومتطلباتهم اليومية وحملها على ظهورهم وظهور الحمير .


طريق الفرع الأسفل تم شقها في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي بأمكانيات بسيطة ولازالت كما هي لم يمسها أي إصلاح ووضعها سيء للغاية، طريق ضيقة،فهي بحاجة إلى توسعة وخاصة في منعطفات الطريق"الأروان".


عند صعودنا بالسيارة عبر هذه الطريق بدأ ينتابنا الخوف رويدا رويدا،نتيجة لأرتكاز الطريق وضيقهاووعورتها،وكلما ارتفعت السيارة بالصعود " زاد احساسنا بإننا هالكون وذو نسب في الهالكين عريق"


إن سلوك تلك الطريق بالسيارة يعد مغامرة حقيقية ومجازفة في ظل وضعه الحالي،وصعوده ليس ممكنا إلا بسيارة يقودها سائق ماهر،حيث أنطفأت وتوقفة السيارة التي تقلنا أكثر من مرةوخاصة في منعطفات الطريق فلايمكن للسائق المرور في المنعطف مباشرة إلابعد العودة بالسيارة إلى الوراء ومن ثم الطلوع وبعزيمة ودفعة قوية، واثناء وصولنا إلى موقع العمل سررنا كثيراً بما تم إنجازه،والتقينا بالأخ/نجيب محمد حسن المنسق العام للمشروع الذي بدوره تحدث قائلا:"مشروع شق طريق الفرع الاعلى يبلغ طوله كيلو متر ونصف ويجري تنفيذه على نفقة الأهالي والمغتربين والداعمين من رجال الخير والعطاء.


وأضاف عملية الشق تتم عبر ثلاث مراحل،المرحلة الأولى تجاوز شعب صالح والوصول إلى أعلى شُعب الظاهري ومن ثم العودة لتشطيب المرحلة الأولى ،والمرحلة الثانية وهي شق الطريق والوصول بها إلى اخر نقطة وهي قرية الفرع الأعلى،بينما المرحلة الثالثة وتتمثل بصيانة طريق الفرع الأسفل التي تم شقها في العام 1987م بأمكانيات بسيطة،فهذه الطريق كانت النواة الاولى لشق طريق الفرع الاعلى التي يجري تنفيذها حالياً.


وشكر الأخ/نجيب المنسق العام للمشروع في حديثه كل الداعمين من الأهالي والمغتربين ورجال الخير والعطاء والايادي البيضاء في الداخل والخارج على دعمهم ووقوفهم الى جانبنا من اجل إنجاز هذه الطريق لتخفيف المعاناة عن الأهالي،داعياً في ختام حديثه كل الخيرين بأن يبادروا بدعم هذا المشروع الذي بات حلماً طال انتظاره بالنسبة للأهالي حتى يرى النور.


معبراً عن شكره للوفد الزائر وعلى راسهم الأخ علي ناصر الحامدي وقال بأن هذه الزيارة كان لها عظيم الاثر في نفوسنا .

 

أما الاخ/علي ناصر الحامدي رئيس المجلس الانتقالي بمديرية سرار فتحدث قائلا:" اولاً اشعر بسعادة غامرة وأنا اشاهد ماتم إنجازه وكذا استمرار العمل بوتيرة عالية بحيث يعد هذا المشروع من المشاريع الأهلية في سرار


وأضاف الحامدي:"الأهالي في الفرع الاعلى هم بأمس الحاجة لهذه الطريق وبحاجة إلى وقفات رجال الخير من أبنا سرار ويافع بشكل عام من اجل استكمال هذا المشروع،بحيث انه في حال تنفيذه سيخفف عنهم الكثير من المتاعب اليومية التي عانوا منها منذ زمن طويل ويسهل عليهم عملية التنقل من وإلى سوق المديرية لشراء متطلباتهم اليومية ونقلها بسهولة


وقال: رئيس المجلس الانتقالي:"سنقف إلى جانب الاهالي ونطرق كل الابواب،وندعم هذا المشروع بقدر استطاعتنا حتى يتم إنجازه ويبلغ نقطة النهاية .


بعد جولتنا الاستطلاعية هذه واثناء نزولنا عبر طريق الفرع الاعلى القديمة التي خطتها اقدام الآباء والاجداد والأهالي منذ القدم،صادفنا في طريقنا الأستاذ والمعلم القدير احمد قاسم ثابت احد ساكني الفرع الاعلى وواحد من هامات التعليم في مديرية سرار التي ينحني لها الرأس احتراما وتقديرا وعرفانا لدورها الريادي في صنع الكوادر بعدد من مدارس سرار ومنها مدرسة المقيصرة .. ورغم تقاعده إلا انة عاد لمزاولة مهنة التدريس بشكل تطوعي فهو معلم من الزمن الجميل وشخصية تربوية نادرة مازال يطرب النفس حنينا وشوقا للتعليم في ذلك الزمن الجميل الذي كاد المعلم فيه أن يكون رسولا حقا .. المعلم احمد قاسم صادفناه فجأة وهو قادما من سوق المديرية ويحمل اغراضا كثيرة على ظهره اشتراها من سوق سرار؛منظر الوالد احمد قاسم وهو يحمل اغراضة على ظهره شوكة تدمي القلب والعينين معا،وبعد أن سلمنا عليه حدثنا بألم وحرقة والعبرة تكاد تخنقه وقال هذا هو حالنا مع الطريق "تعبنا قالها وفي حلقه غصة،يوميا اقطع مسافة ساعتين نزولا وصعودا فالطريق بالنسبة لنا اصبحت خبزنا اليومي كما تشاهدون وأكتفى بهذه الكلمات بعد أن شكرنا على هذه الزيارة داعيا لنا بالصحة وطول العمر، وكان قد الح علينا بتناول وجبة الغداء في منزله إلا اننا شكرناه وعتذرنا له ،ومن جانبه الأخ/علي ناصر الحامدي اثنى على الوالد احمد قاسم لما بذله من جهود في خدمة التعليم في مدارس سرار، حيث قال هذا الرجل الطيب يناشد كل اهل الخير إلى مساعدتهم لإنجاز هذا المشروع الخيري الكبير والذي بإنجازه سينهي معاناة كبيرة ظل الوالد والمعلم احمد قاسم وكل ساكني قرية الفرع الاعلى يعانونها منذ زمن طويل وحتى يومنا هذا.