آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-01:45م

ملفات وتحقيقات


عدن حيث العيش تحت ظل الاحتمالات والمشاكل التى لا تنتهي

الثلاثاء - 18 فبراير 2020 - 04:19 م بتوقيت عدن

عدن حيث العيش تحت ظل الاحتمالات والمشاكل التى لا تنتهي

تقرير : عبد اللطيف سالمين.

اوقات عصيبة تعيشها مدينة عدن في هذه الايام، يمتد سوئها للعقد الأخير ولكنه يزداد سوء يوم عن أخر  المدينة التي كانت يوما ما تعتبر من أعظم مدن الجزيرة العربية واكثرهم تحضرا ومدنية، سنين طويلة عاشتها عدن تحت ظل التدمير الممنهج  للبنى التحتية من قبل الانظمة المتعاقبة على المدينة. 

بات المواطنين في عدن يعيشون تحت ظل الاحتمالات لا شيء يمكن التقين منه او حسمه، والحياة في ظلِ الاحتمالات تُثير القلق، ولا يسع الإنسان في مدينة عدن سوى أن يثق بقلقه في مدينة الجميع فيها مستنفذون مليئين بالتعب لأخرهم، أضحى المواطن في عدن مُجرد جُثة تقضي ساعات يومها املا في ايجاد بصيص حياة يعيد روحه اليه وجزء من الطمأنينة المفقودة. 

 ولأن الحال بلغ درجة كبيرة من السوء تستلزم عدم السكوت ووضع النقاط على الحروف، نسلط في هذا التقرير الضوء على بعض ابرز المشاكل التي تعانيها المدينة املا في ان تجد الكلمات طريقها لمن يرغب في النهوض في المدينة نحو غدا افضل وايجاد كل الحلول الممكنة لتلك المشاكل التي تستمر في التفشي في عدن. 

عودة شبح الاغتيالات-

بعد ان تنفست مدينة عدن الصعداء وظن الجميع ان العام الجديد يختلف عن سابقه الذي سيلت فيه انهر من الدماء وشهد مسلسل مستمر من الاغتيالات التي طالت المدنيين والناشطين وأئمة وخطباء المساجد والعديد من  الضباط و العسكريين.

وكانت مدينة عدن يوم أمس الاثنين مرة اخرى مع شبح الاغتيالات، حيث قام مسلحون مجهولين في مساء اليوم باغتيال مسؤول النقاط بالقطاع الشرقي التابع لقوات الحزام الأمني في عدن، أبو راغب السعدي".

 في جولة المصعبين شمال شرق عدن وقبل ذلك بيوم تم اختطاف مرافق مدير شرطة ويدعى مروان رضوان محمد علي من منطقة التقنية م/ عدن  حيث أقدم مسلحون على متن سيارة على اختطافه واقتادوه إلى جوار مصنع درهم ثم قاموا بقتله وعثر على جثته هناك فيما بعد!.

و يرى مراقبون أن عودة الاغتيالات إلى عدن، مؤشر على أزمة في طريق تنفيذ اتفاق الرياض، الذي بموجبه عادت حكومة هادي إلى عدن.

عودة الاغتيالات إلى عدن مؤشر واضح على أن المحافظة ستشهد خلال الأيام القادمة اختلالات أمنية.. وهكذا يظل ملف الاغتيالات في عدن أحد أسوأ الملفات الغامضة التي تنتظر الكشف عنها ووضع حد قبل تتفاقم وتخرج عن السيطرة اكثر مما هي عليه.

حواجز اسمنتية تزيد الخناق على شوارع المدينة وتتسبب بالازدحام.-

تعتبر مشكلة الازدحام المروري من ابرز المشاكل التي تعاني منها مدينة عدن في السنين الاخيرة التي شهدت موجات بشرية هائلة من النزوح نحو المدينة التي باتت تختنق بكل ما تحمله الكلمة من معنى،

في كل مكان ازدحام مروري خانق وفي غالب جولات المدينة بالكاد تستطيع ان تجد موضع قدم لك في ظل الحشود الهائلة من السيارات العالقة في الزحام مع عجز رجال المرور واكتفائهم بدور المتفرج او الحاضر الغائب، وما يفاقم المشكلة في بعض المديريات هو تلك الحواجز الاسمنتية الضخمة التي تغلق شوارع عديدة مهمة ابرزها في مديرية كريتر  التي تقتطعها تلك الحواجز في منتصف الشارع امام

 مجمع القضاء في جولة ريجل وذلك تحت ذريعة حماية المجمع من أي استهداف ارهابي او تفجير ومع ذلك كان بالامكان الاكتفاء بتحويل بوابة المجمع 

 نحو الشارع الجانبي مع جعل تلك الحواجز فوق الرصيف وليس في منتصف الشارع العام كما يطالب العديد من مواطنين المدينة. 

وان كان هذا الحال في كريتر في مديرية الشيخ عثمان لا تقل سوءا كونها اكثر المديريات حيوية وتستقبل ما يفوق طاقتها من المواطنين ، اماكن كجولتي الغزل والنسيج او القاهرة كفيلة بجعل يومك كابوسا عند زيارتها وتعطيل كل تحركاتك واضاعة وقتك في انتظار الازدحام الذي لا ينفك غالبية ساعات اليوم. 

الصرف الصحي وانعدام منافذ تصريف الامطار 

تعود انابيب تصريف المياه في المدينة لزمن الاستعمار البريطاني والذي مر عليه دهرا طويلا شهدت المدينة فيه العديد من المشاريع الفاشلة من سفلتة للطرق دون النظر إلى تجديد تلك الشبكات المهمة لتصريف المياه بل وصل الحال بردمها تماما اضافة إلى الاستحداث العمراني والعشوائي فوق قنوات التصريف على مدى سنين طويلة وهو ما زاد الضغط على شبكة الصرف الصحي المتهالكة هي الاخرى,

وما ان تهطل رشة خفيفة من الامطار على المدينة حتى تغرق الشوارع في برك من مياه الامطار المختلطة بمياه الصرف الصحي النافقة وهي مشكلة تتكرر كثيرا امام صمت تام من الجهات المسئولة التي تذهل الجميع كل فترة بمشاريع السفلتة وكان لا شغل شاغل لهم غيرها هذا وان كانت تلك المشاريع تمتلك المعاير الصحيحة فالاخيرة تفضحها مياه الامطار كل عام وتبين هشاشة البنية التحتية في المدينة.

 

تكدس القمامة في الشوارع وانعدام دور العوائق.

تعتبر مشكلة تكدس القمامة، من اكبر المشاكل التي  تعاني منها مدينة عدن باختلاف مديرياتها، لم تسببه من أمراض وروائح كثيرة، وتشويه للمنظر العام في الشوارع.

ويعيش الالاف من المواطنين في مختلف مديريات عدن حياتهم على أنقاض من النفايات، التي تتكدس على أطراف الشوارع التي تعج بالسكان وبالكاد تجد مقلب نفايات واحد، و من كثر القمامة المتناثرة عليه، والتي تغطيه بالكامل وتفترش ما تبقى من أرضية الشارع حتى المنتصف، ليتحول هو الأخر إلى حاوية نفايات لا نهاية لها.

هنا و هناك، وبجانب بعض البيوت السكنية البسيطة في أركان الشوارع والأحياء السكنية ، وبجانب منازل المواطنين، تجد أكياس القمامة تسد مدخل البيت وتفترش الشارع.  ان تمر وتشم كل تلك الروائح السيئة ، ان تتحول الأرصفة إلى مكبات مصغرة للنفايات المتكدسة, أضحى الأمر شبه عادي  حتى وان كانت في المداخل الرئيسية للشوارع.

 

وبعد الحرب الاخيرة تكدست في شوارع عدن المئات من السيارات المحطمة المليئة بالصدى والتي تحول بعضها إلى مكب للنفايات امام انظار الجهات المسئولة التي يبدو انها نسيت ماهية مهمة العوائق في بلديات المدينة.