آخر تحديث :الإثنين-20 مايو 2024-12:07م

لنبدأ معا بداية حقيقية

الأحد - 05 مايو 2024 - الساعة 11:00 م

عبدالجبار ثابت الشهابي
بقلم: عبدالجبار ثابت الشهابي
- ارشيف الكاتب


مازالت الحكومة اليمنية، الشرعية؛ كعادتها، وعلى الدوام؛ تؤكد أن مسألة استعادة مؤسسات الدولة تشكل الأولوية القصوى، والهدف الأسمى، المطلوب من اي جهود يمكن أن تبذل للوصول إلى تسوية سياسية، مشرفة للجميع، دون تمييز، او إقصاء، وبما يؤسس لقواعد متينة، للوصول إلى مستقبل مشرق، وحياة مشرفة لجميع اليمنيين، دون استثتاء.
لكن اليمنيين-وياللأسف- مازالوا حتى الٱن بعيدين كل البعد عن الاجتماع حول هذا الهدف، ولأجله؛ بعد أن باع الحوثة قرارهم، ومصيرهم نهائيا لايران، وأصبح الطبل في طهران، و(الشرح) في بير العزب، لتغدو صنعاء- وياللأسف- مجرد ذيل إيراني بائس في المنطقة، لا حل له، ولا عقد؛ إلا ما أقره الملالي هناك، وحظي منهم بالرضا والقبول.
لذلك؛ نرى صنعاء اليوم مجرد صدى بائس لإرادة طهران، فلا تكتفي بما بدأته فبل تسع سنولت من العمل المثابر لإشعال البلاد، وبدعم إيراني غير محدود، بل والانطلاق بابنائنا صوب إشعال المنطقة بكاملها، وعسكرة البحر الأحمر، ومضيق باب المندب، وخليج عدن، والبحر العربي، بهدف خنق التحارة العالمية، وإشعال حرب عالمية، لتحقيق أهداف إيران في فرض السيطرة على المنطقة العربية، واستعادة أمجاد الامبراطورية الفارسية المنقرضة قبل 14 قرنا من الزمان.
هذا هو أصل الحكاية، التي تريد أن تستمر عظمة في حنجرة كل يمني أبي، وكابوسا ثقيلا، خانقا على صدور ابناء العروبة والإسلام.
ولذلك؛ نرى اليوم بوضوح أن الكل، وبمن قيهم رؤوس المجتمع الدولي وأكابرهم؛ يقرون بخطر مايجري من التصعيد الإقليمي، كما يؤكد ذلك المبعوث الأممي (غروندبرغ) والأمين العام للأمم المتحدة نفسه؛ اللذان دعوا جميع الأطراف إلى ما أسمياه (ممارسة أقصى درجات ضبط النفس) ويؤكدان على ضرورة وقف التصعيد الإقليمي، باعتبار أن وقف التصعيد ضرورة ملحة، فضلا عن التحذير من ربط حل الصراع في اليمن بتسوية قضايا أخرى في المنطقة.
ومع ذلك نقول: إن الأسوأ فيما يقولون الآن أننا ماعدنا جراء لغة الدبلوماسية نعلم من المعني أولا، وتحديدا بضبط النفس، وخصوصا أن من يمارس التصعيد اقليميا، ومحليا بانتهاك الهدنة تلوى الهدنة هم الحوثة، ولا أحد غيرهم، ويوميا، وفي كل الجبهات، وعلى مختلف الصعد، وأمام مرأى ومسمع من دول العالم، وبشهادة الأصدقاء الفرنسيين؛ الذين دعوا صراحة الحوثي بالتحديد إلى التوقف عن زعزعة الاقتصاد الوطني، والحرب الاقتصادية التي يشنها على الحكومة الشرعية، منذ مايقارب تسع سنوات.
وبالتالي؛ فإننا محتاجون أولا إلى تحديد الجاني والمجني عليه، والابتعاد عن خلط أجزاء الصورة في هذا المشهد المحزن، بعد أن صار أكثر من عشرين مليون يمني تحت خط الفقر، وصار الملايين منهم يقتربون يوما من الاقتتال على مزابل الأغنياء، واللصوص، وتجار الحرب.
وإذا كانت واشتطن والغرب حسبما أكد الأخ الرئيس رشاد محمد العليمي ل(لعربية) قد اقتنعوا أخيرا، وبعد كل تلك السنوات الدامية بضرورة هزيمة الحوثة عسكريا؛ والذين مازالوا (من جهتهم) يهاجمون المنشآت النفطية، ولما من شأنه إفشال مجلس القيادة الرئاسي وتعطيل مصالح البلاد، فإن ذلك، مع أهميته، لايعدو عن كونه (فقط) بداية لتصحيح مسار الصراع، وكبح جماح الخوثي، لكن التوصل معه الى السلام، سيبقى بحاجة ماسة لدعم الأصدقاء، وتعزيز القدرات العسكرية للجيش الوطني، في ظل ماتحظى به مليشيات الحوثي من الدعم الإيراني المتواصل، وغير المحدود، وبما يمكن الجيش الوطني من استعادة بقية المحافظات والمناطق؛ التي مازالت تحت سيطرة الاتقلابيين حتى الٱن.
هذا هو المطلوب من أصدقائنا، لنبدأ بداية فعلية، وبما يحمي مصالح شعوب العالم اقتصاديا وتجاريا، وأمن الننطقة، في ظل محاولة الحوثي توسيع مساحة الصراع، وإشعال حرب قد تحرق الأخضر واليابس، ولاسيما أننا نقف كما يعلم الجميع إزاء مليشيات لاضابط لها ولا عقال.