آخر تحديث :السبت-18 مايو 2024-12:48م

أكرم عبد الله مصور أم فنان ؟

الأربعاء - 01 مايو 2024 - الساعة 01:29 م

فتحي الحسني
بقلم: فتحي الحسني
- ارشيف الكاتب




الجمهور يحيطون الملعب من كلّ حدب وصوب وجوههم تعكس حماسًا لا مثيل له عيونهم تتابع كلّ حركة لِلكرة وصراخهم يدوّي في الهواء مع كلّ تسديدة أو تمريرة.
شغفهم بكرة القدم يتجاوز كلّ الحدود لا يهمّهم الحرّ أو البرد لا يهمّهم التراب كلّ ما يهمّهم هو متابعة عشقهم.

الملعب عبارة عن أرض ترابية قاسية مليئة بالحفر والنتوءات لا أثر للعشب الأخضر أو الاصطناعي فقط تراب جاف يتطاير مع كلّ ركلة حرارة الشمس تُلسع وجوه اللاعبين والعرق يتصبّب من جباههم لكنّهم لا يستسلمون يواصلون اللعب بنفس الحماس والاندفاع.

أقدام بعض اللاعبين عارية لا حذاء يحميها من قسوة الأرض لكنّهم لا يبالون بذلك فكلّ همّهم هو ممارسة لعبتهم المفضّلة
إنّ شغفهم بكرة القدم أقوى من أيّ ألم أو إعاقة أو همّ يومي .

في هذه اللحظة كان المصور أكرم عبدالله حاضراً في المكان وبينما كان يتابع المباراة بِعينيه المحترفتين لمح لقطة استثنائية تُجسّد شغف هؤلاء اللاعبين وتحدّيهم للظروف.
التقط أكرم الصورة بكاميرته ليُخلّد هذه اللحظة ويُشاركها مع العالم.

سرعان ما انتشرت صورة أكرم على الإنترنت ونالت إعجاب الملايين حول العالم عبّرت الصورة عن مشاعر كثيرة مشاعر الشغف والتحدّي والإصرار ومشاعر الحبّ لهذه اللعبة التي تُوحّد الناس وتُسعدهم لقد أصبحت صورة أكرم رمزاً لكرة القدم في أبهى صورها كرة القدم التي تُمارس بشغف وحبّ بغض النظر عن الظروف.

لم يكن أكرم مجرّد مصوّر يلتقط الصور بل كان فناناً يُبدع من خلال عدسته لقد نجح أكرم في نقل مشاعر وأحاسيس هؤلاء اللاعبين من خلال صورة واحدة ليُخلّد لحظة استثنائية تُظهر للعالم روعة كرة القدم وقدرتها على توحيد الناس.

صورة اكرم عبدالله تنقل بنا أن الابداع لا يتوقف عند الظروف السيئة بل يواصل مسيرته وأن بلدنا مليئ بالمبدعين أمثال أكرم .

#فتحي_الحسني