آخر تحديث :الجمعة-17 مايو 2024-01:31ص

مسيرة عادية وحياة عادية

الثلاثاء - 30 أبريل 2024 - الساعة 10:07 ص

اصيل سارية
بقلم: اصيل سارية
- ارشيف الكاتب


معي أصدقاء في الفيسبوك من جميع الجنسيات العربية من الخليج إلى المحيط بما فيهم سوريون من مختلف التوجهات السياسية المؤيدة للنظام والمعارضة للنظام لم أشاهد أحدا منهم يطبل ويصفق لحلقة فيصل القاسم، ويراها حلقة استثنائية كما شفت اليمنيون الذي جعلوا منها حلقة أسطورية ومسيرة أسطورية لم، ولن تتكرر في تاريخ الإعلاميين العرب، بل إن البعض اقترح أن تكون مادة أساسية لطلاب كليات الإعلام في الجامعات اليمنية يختبرها الطلاب كل عام، وفي اختبارات القبول كذلك.
بينما الحقيقة أنها مسيرة عادية وحياة عادية، فلم يكن فيصل القاسم الفقير الوحيد في البشرية، ولم يكن الوحيد الذي يمشي كيلوهات المترات حتى يصل إلى المدرسة فهناك مئات اليمنيين حتى اليوم يمشون عشرات الكيلوات إلى المدرسة بما فيهم نساء، بل إن هناك من هو أكثر فقرا من فيصل القاسم ومع ذلك حقق أهدافه، ووصل إلى مرحلة أعظم من المرحلة التي وصلا إليها صاحبنا.
أما دخوله للإعلام، فكان عاديا جدا فأحد أصدقائه المقربين من النظام أخذه إلى حفلة تقيمها البي بي سي في لندن وهناك تعرف على مدير القناة الإذاعة الذي دعاه إلى العمل معهم، ومنها انتقل إلى MBC؛ ومن ثم إلى الجزيرة كما حدث مع مئات المذيعين الذين تنقلوا من قناة إلى أخرى، بل إن هناك إعلاميين أكثر براعة من فيصل القاسم لم يحظوا بهذه الصدفة الجميلة التي حظي بها.
ومع ذلك شدني في المقابلة ثلاث نقاط: النقطة الأولى أن فيصل القاسم تعلم اللغة العربية في مرحلة متأخرة من عمره، على الرغم من أنه سوري والسوريون متمكنون في اللغة العربية، وتعلم والأجمل أنه تعلم اللغة العربية عبر مراجع إنجليزية تُعلم اللغة العربية.
النقطة الثانية: قال فيصل القاسم أنه لا توجد حريات في مواقع التواصل الاجتماعي، وضرب مثلا في 2011 فتحت أبوابها للعرب؛ لأنه كان هناك مخطط تديره القوى الكبرى في الوطن العربي استغلت أحداث الربيع العربي لذلك، والآن أغلقت مواقع التواصل الاجتماعي على العرب لمنع تضامنهم مع غزة، وركزوا على هذا الكلام فيه اعتراف أن ما حدث في 2011 كان مخططا من قبل دول عظمى، وهذا الكلام يقوله أحد أبرز المؤيدين لثورات الربيع العربي. أما ثالثا، فقد أكد لي القاسم إن الوسامة ليست شرطا للظهور التلفزيوني أو الصوت الجهوري ضروريا لمن أراد ذلك وطبعا سيدخل البعض، ويعلق ويقول إن هذا حسد أو غيره أو فلسفة، أو من أنت لتقول هذا الكلام سأقول لهم أن هذا رأيي أنا، وإذا كان هو فيصل أنا أصيل الفرق أنني وغيري ننتظر وساطة أحدهم ليعرفني على مدير قناة مهمة أو منصة مهمة لنأخذ مكاننا الذي نستحق كما حصل مع صديقنا فيصل.