آخر تحديث :الإثنين-20 مايو 2024-12:40م

جيل الكُتّاب الصاعد-عهود عبدالله مثال عليه ..

الجمعة - 22 مارس 2024 - الساعة 06:37 م

سالمين سعيد بنقح
بقلم: سالمين سعيد بنقح
- ارشيف الكاتب




سالمين سعيد بنقح

منذ مدة ليست بقصيرة وأنا شبه منقطع عن متابعة المشهد التلفزيوني اليمني؛ وذلك لعدة أسباب أبرزها أنّ كثيرًا من الكُتّاب اليمنيين لم يأتوا بشيءٍ جديد للدراما اليمنية بل إنّ مواضيعهم متكررة إلى حدٍ كبير ولا يوجد بها شيء جديد يشجع الناس على أن يفرغوا أنفسهم لمشاهدة آخر الأعمال، ولكن في الفترة الأخيرة سلكتُ أنا منهجية مختلفة في مراقبة المشهد الثقافي اليمني بشكلٍ عام، لأرى الكُتّاب الصاعدين وما لديهم لعلّيَ أنْ أعثر على ضالتي من بينهم، وقد عرفتُ مجموعة لا بأس بها من الشباب والشابات الذين يسلكون نهجًا مختلفًا في كتاباتهم ولديهم الحس الإبداعي الذي يُبشر بالخير في ظل ما نعيشه من حياة أدبية هي أشبه بالفاسدة؛ لأن الكثير من الذين يطلقون على أنفسهم لقب كاتب لا يمتوّن للكتابة بصلة، وإنما هم قومٌ لبسوا ثوبًا ليس لهم، ولم يقدّروا عظمة هذا البيان العالي.
ومن هولاء الذين عرفتهم وسررتُ كثيرًا بمعرفتهم وأضافت لي معرفتهم الكثير من المعرفة السيناريست
عهود عبدالله كاتبة يمنية صاعدة قادمة بقوة لديها طموح كبير وهمة عالية وقلمٌ سيّال يضخ إبداعًا وجمالًا، على صغر سنها إلا أنها تمتلك خبرة لا بأس بها في مجال كتابة المحتوى وكتابة السيناريوهات، شقّت هذه الكاتبة طريقها نحو القمة بخطى ثابتة ورأيٍ سديد، فاستطاعت بعزيمتها وإصرارها أن تثبت جدارتها وكتبت عدة حلقات من المسلسل الحضرمي "قرص حار" وقد كان لي شرف الاطلاع على بعض الحلقات قبل أن يتم تمثيلها ودققت بعضها تدقيقًا إملائيًا فشعرتُ وأنا أقرأ تلك السيناريوهات أنني أمام كاتبة عظيمة سيكون لها شأن كبير بإذن الله في القريب العاجل.
جمعت عهود عبدالله البراعة في اختيار المواضيع والحوارات التي تدل على نظرة ثاقبة وإبداعية في هذا المجال الذي هو مجالها وميدانها الذي لا يجاريها فيه أحد، وإنني أزعم أنها ستبلغ ما تطمح إليه في القريب العاجل إذا سارت على هذا النهج واستمرت في تطوير نفسها أكثر فأكثر؛ فالمنافسة في هذا المجال كبيرة وصعبة ولكنّ عهود كما ذكرت تسير بخطى ثابتة ومدروسة وستبلغ ما تريد بإذن الله.
تمتلك هذه الكاتبة حِسًا إبداعيًا يُبشر بالخير، فهي كثيرًا ما كانت تفكر خارج الصندوق، وتطرحُ أفكارًا جميلة ومختلفة وغير مكررة كما هو ديدنُ بعض الكُتّاب.
عهود ومن هم أمثالها من المبدعين بحاجة كبيرة لأن نقف خلفهم وندعمهم ونشجعهم للاستمرار وتقديم النصائح لهم وتقويم الأخطاء إن وجدت؛ لأنّ هولاء الكُتّاب والمبدعين هم المستقبل لنا وللأجيال القادمة، فإذا نحن كسرنا مجاديفهم ولم نولهم اهتمامًا فقد دمرناهم ودمرنا أحلامهم ودمرنا المستقبل بأكمله وهذا ما لا نريده، وإن وقع أحدهم في الخطأ فالواجب علينا أن نصحح له الخطأ بالتي هي أحسن وأن نبذل كل ما في وسعنا لجعل هذا الجيل يستشعر قيمة هولاء الذين يشكلون صورة المستقبل.
ختامًا تحية كبيرة لكل مبدع ومبدعة يحاول أن يضع بصمته في هذا الوطن الممزق إربًا إربا، تحية لك أيها المبدع الذي ما زال يحارب من أجل حلمه وأحلام ملايين اليمنيين، نفخر بكم جميعًا ونرجو لكم التوفيق دائمًا وأبدًا.