آخر تحديث :الأحد-19 مايو 2024-06:44م

بمناسبة  21 سبتمبر.. ماذا تبقى في حاضنة الحوثي؟

الجمعة - 22 سبتمبر 2023 - الساعة 04:27 م

مصطفى محمود
بقلم: مصطفى محمود
- ارشيف الكاتب


ان بقاء الحوثي مسيطرا  ليس بفضل قوته الداخلية قطعًا، وإنما أبقته الحسابات والتدخلات الخارجية ،.... ويمكن تصنيف أنصار الحوثي  الداخليين في فئات عدة: كالاتي 

 1ـ السلاليون 2 الفاسدون،3ـ المجرمون 4-المضللون5-الخائفون6 المنحرفون>. ، 

الســـــــــــــــلاليـون : وهم الفئة التي تدعم الحوثي  من منطلق  سلالي ، وأغلبية هؤلاء هم من الموتورين والمتعصبين عرقيا  ، من سلالة الحوثي نفسها، الذين تقوم مواقفهم على أساس سلالي  محض، وهؤلاء في تركيبتهم الذهنية والنفسية لا يختلفون عن الدواعش في تعصبهم وتطرفهم واستعداهم للعنف المفرط بفعل التعصب والتطرف، ولكن وجود هذه الفئة السلالية لا يقتصر فقط على سلاله الحوثي الهاشمية   وحدها، بل يمتد  إلى الطائفة الزيدية  ، وهذا في جزء منه يعود إلى سياسة الحوثي  نفسه الذي لعب على هذا الوتر الحساس الخطير ، ليضمن الأنصار والحلفاء له في أوساط الطائفة الزيدية  وغيرها من المناطق الشافعية أيضا. 

 الفــــاســــــدون: وهؤلاء هم الفئة الأوسع من أتباع الحوثي  وليس لديهم من طائفة أو ملّة أو دين او وطن  إلا مصالحهم الخبيثة، وهم منتشرون ومتغلغلون في أوساط المجتمع إلى الدرجة التي يمكن القول فيها إنهم هم أنفسهم أصبحوا  المليشيا الحوثية ، أو على الأقل القوة الأكبر فيها، ولذا فهم عندما يدافعون عن الحوثي ، إنما يدافعون عن أنفسهم وعن مصالحهم الفاسدة، وهم يدركون جيدًا أن بقاءهم في مواقعهم ومراكز نفوذهم وتسلطهم علي رقاب الناس وسيطرتهم على السلطة والاقتصاد في البلاد مرهون بالحوثي ، الذي غدا فعلًا سلطتهم  وسقوط هذا سلطة خذه المليشيا يعني سقوطهم معها 

 المــــــــــــجرمون: وهذه الفئة هي فئة جد خطيرة، وهي تضمّ تلك العيّنة من عناصر المليشيا الحوثية  الذين تورطوا في جرائم مختلفة، إما بسبب دفاعهم عن سلطهم  الحوثي   أو بسبب استغلالهم لنفوذهم فيها ، وهذه الجرائم قد تكون جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية أو جرائم فساد أو سواها، ولذلك يدافع هؤلاء عن سلطتهم  بكل قوتهم، لأنهم يخشون من الحساب على جرائمهم في حال سقوطها ، ويرون في بقائها  الحماية لهم من هذا العقاب الذي سيكون عقابًا قاسيًا على ما ارتكبوه من جرائم وفظائع. بحق اليمن واليمنيون، 

 الـــمـضـللــــون:وهؤلاء كانوا في وقتٍ ما فئة واسعة، انطلت عليها أكذوبة اسقاط الجرعة ومكافحه الفساد ومقاومة العدوان    التي كانت تتقنها  المليشيا الحوثية ، وتتخذها غطاء لتغطية بطشها  وفسادها وإجرامها، وذريعة لكل ما تقترفه من جرائم وفظائع ومفاسد، وقد كانت المليشيا تنجح في ذلك، بسبب سيطرتها  التامة على وسائل الإعلام في البلاد، وتسخيرها لبثّ دعايتها ، وهذا بالطبع يضاف إلى إفراغ البلاد من أية قوى عسكريه او سياسية أو مدنية أو ثقافية مستغلة، بواسطة القمع والعنف، ولكنّ هذه الفئة تآكلت كثيرًا، بعد سنوات الحرب الطويلة العنيفة التي أعقبتها  عرّت سلطة  المليشيا الحوثية   وأظهرت مدى كذبها وتضليلها  خصوصا بعد الاتفاق مع الرياض  ومدى فساد ووحشيه السلاليين ، وبالطبع، لعب حراك الاقيال  دورًا مهمًا في  إيصال حقيقة الصورة إلى المواطن في بيته استغل الاقيال ثورة  الرقميات والاتصالات الحديثة.. 

الــــــــــخـائـفـــــون:هذه الفئة ليست مناصرةً للمليشيا الحوثية ، ولكنها تقدّم لها فروض الطاعة والخدمة، لأنها مغلوبة على أمرها وخاضعة، بسبب استشراء وتجذر ثقافة الخوف التي تمكّن الحوثي بأجرامه  وعنفه وبطشه من نشرها وتكريسها خلال سنوات الحرب  . وكانت هذه الفئة قد تقلّصت بنسب متفاوتة، ولكنها نسب ملحوظة في معظم مناطق سيطرة المليشيا الحوثية وبسبب   الإجرام الذي قوبلت به من قبل المليشيا الحوثية السلالية   وبسبب خذلان العالم  لها وتمكين الحوثي  من البقاء ومحاولة إعادة إنتاج نفسه، عادت هذه الفئة للنمو، وهي تسكت وترضخ ولا تحاول القيام على الحوثي ، لأنها باتت مقتنعة بعدم جدوى ذلك من ناحية، وخائفة من عاقبة ذلك ناحية ثانية، وتخشى أن يصيبها ما أصاب الذين سبق أن ثاروا في مناطق أخرى من سيطرة الحوثي ومانالهم  من ويل ودمار.

 الـــــــــمنـحـرفـون: وهذه فئة تضمّ قوى سياسية وسياسيين، وضعوا أنفسهم لأسباب مختلفة في خدمة الحوثي ، منها ما كان أسبابًا انتهازية ومنها ما كان رهانًا ساذجًا على وطنية الحوثي  في بداية التعاون معه، ثم تحول إلى ورطة لا يمكن الخروج منها لاحقًا، أو إلى وضع مقبول رضي فيه هؤلاء المراهنون بنصيبهم من فتات مائدة السلطة، وتحولوا مثل غيرهم إلى انتهازيين، 

فتحوّلت إلى أذيال المليشيا الحوثية ، وهذه العيّنة التي لم يعد لها أي دور سياسي تلعبه، لم يبق لها إلا اجترار الخطاب الوطنجي الذي لا كته طويلًا وما تزال تلوكه أبواق الحوثي ، ولذا نجد هؤلاء المستذلين يواصلون الدفاع عن تحالفهم المزعوم مع الحوثي  وهو في حقيقته تبعية واستذناب، بذريعة أن هذا الحوثي  وطني يدافع عن سيادة اليمن من العدوان السعودي امريكي وان التحالف معه يخدم الوطن، 

وهكذا، كما نرى، فأنصار وأتباع الحوثي   مختلفون، منهم من يشاركونه طبيعته المتوحشة الفاسدة، كالموتورين والمتعصبين والانتهازيين والمتورطين في جرائم والخائبين سياسيًا، ومنهم من هم مضطرون إلى مناصرته، كالخائفين من بطشه أو من البديل التكفيري، ومنهم من ما يزالون يناصرونه بسبب سذاجتهم وجهلهم.،