آخر تحديث :الأحد-19 مايو 2024-06:02م

منطقة باتيس.. خطر محدق وصمت حكومي مطبق

الأربعاء - 29 ديسمبر 2021 - الساعة 01:22 م

جهاد عوض
بقلم: جهاد عوض
- ارشيف الكاتب


 

تعتبر منطقة باتيس من أجمل مناطق محافظة أبين والجنوب بشكل عام, لما تحظى وتتمتع به من مقومات ومزايا اقتصادية وسياحية, فالمنطقة الواقعة على ضفاف وادي بناء الشهير, تتوسط وتحيط بها بساتين الموز والمانجو من كل جانب, لتعطيها وتكسيها منظرا جماليا  بديعا, جعلها محط اعجاب وتلهف الزائرين لها, خصوصا في أيام الأعياد والعطل الرسمية,

وحين هطول الأمطار وتدفق السيول على السد التحويلي فيها, الذي كاد هذا الموسم أن يتعرض للانهيار والدمار بسبب قوة السيول المتدفقة اليه, التي تجاوزت بواباته وفاضت عن جدرانه, نتيجة للإهمال الحاصل والمتواصل من الجهات الرسمية, في المديرية والمحافظة ووزارة الزراعة, التي لا تحرك ساكنا أمام هذا العبث المتعمد لهذه المنشاة الاقتصادية والتنموية الهامة خلال الأعوام الماضية, لهذا, المخاوف تتزايد في قلوب مواطني منطقة باتيس وما جاورها, لكونها عرضة ومهددة بأي لحظة بالجرف والفيضان من مياه السيول التي  تنخر وتجرف بشكل مستمر في الكتل الدفاعية الخرسانية والجا بيونية التي بناها الروس في مطلع الثمانيات حماية لها, خصوصاً أن باتيس المنطقة الاستثمارية والصناعية الوحيدة في المحافظة لوجود أهم مصنعين للإسمنت فيها, وكذلك تنفرد بوجود محاجر الرخام الممتاز في جبالها الذي يتم انتاجه وتصديره الى عدن وبقية المحافظات الأخرى, وأيضا تواجد عيون المياه المعدنية الكبريتية الحارة والصحية فيها, التي يقصدها مئات المرتادين والمتعالجين بشكل مستمر,

ومع كل هذه المقومات والمميزات لم يشفع للمنطقة ذلك, ولم تحظى بأي مشاريع خدماتية وتطويرية, حيث تعاني من سوء ورداه الطريق العام المؤصل اليها, الملي بالحفر والتشققات نتيجة لعدم صيانته واصلاحه من حين أنشاءه قبل  35 عام وأكثر, إلا من محاولات بسيطة وترقيعيه مؤخرا في جزء يسير منه, والذي سمي بطريق الموت السريع, لزحمة وحركة القاطرات الثقيلة ليلا ونهارا, وما تسببه من حوادث ووفيات للمارة فيه, وايضا نمو وغزو الأشجار على جانبيه واخذ حيزا كبيرا من الممر الاسفلتي وحرمه, مشكلا معاناة وتهديد آخر لأرواح وممتلكات الناس,

فهل من نظرة ولفتة كريمة وواجبة لمن يعنينهم الامر في المحافظة والحكومة ؟ هل من حلول ومعالجات استباقية جادة وسريعة لإنقاذ السد وأصلاح الطريق ؟ فأن لم يتم العمل سريعا وإنقاذ ما يمكن إنقاذه, لاشك ستحل الكارثة والخطر المحدق بالبشر والشجر, ويحصل ما لا يحمد عقباه, او أنكم منتظرين للكارثة -لا سمح الله- لتوزيع الإغاثة والخيام على أهلها ! هذا أن بقي أحد عائش فيها, ورسالة نرفعها لمصانع الإسمنت, أين الدور التنموي والمجتمعي الذي تقدمونه للمنطقة ؟ وتتحدثون عنه في كل مناسبة وحادثة, أليس من واجبكم كونكم أكثر المستفيدون من الطريق ؟ إصلاحه أو المساهمة مع السلطة المحلية في إعادة بناءه وترميمه, وهذا أقل ما يمكن أن يقدم لباتيس وأهلها, ويسجل في كتاب العمل الخيري والإنساني لكم نحو هذه المنطقة المظلومة,